تقارير

داليا عبد الرحيم تكشف أوجه التشابه بين الإخوان والحشاشين

القاهرة: «رأي الأمة»

قالت الصحفية داليا عبد الرحيم، مساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، في موضوع الإسلام السياسي، إن جماعة الإخوان والحشاشين كل منهما يقوم على السرية؛ فالأول يرفض العمل العام، بينما الثاني يقوم على مبدأ الباطنية. حيث يتم إخفاء نواياها دون الكشف عنها؛ كلاهما يقدس الأمير الذي يعد أتباعه بالجنة، ويأمرهم بالتواجد داخل المنظمة كما يكون الميت بين يدي الغسالة. الأمير والمرشد يحملان مفتاح الجنة، وحسن الصباح وحسن البنا يأمران باغتيالات سياسية لجميع المعارضين. إن نشر الرعب وسيلة للتمكين؛ وكلاهما يعتقد أنهما لا يستطيعان مواجهة الدولة أو نظام الحكم، لكنهما في نفس الوقت قادران على نشر الفوضى وإسقاط هذه الدولة، ولذلك يأمران أتباعهما بقتل كل من يعارضهما.

وأضافت عبد الرحيم، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة نيوز”، أن “الحشاشين” شكلوا فرق حرب عصابات مكلفة بتنفيذ اغتيالات سرية، كما أنشأ “الإخوان” أيضًا فرقًا خاصة نظام ولجان محددة تضم فرقاً من الانتحاريين، كل منها يقتل معارضيه بمبررات مشروعة، هدفها الوصول إلى السلطة السياسية، ويشارك «الإخوان» و«الحشاشون» في نظام البيعة؛ أتباع المجموعة الأولى يبايعون المرشد على القرآن وبندقية في غرفة مظلمة، وبعد ذلك يقودهم إلى أي عمل مهما كان مخالفا للعقل والمنطق. كما يفوض التابعون في المجموعة الثانية الأمير بجميع أشكال السمع والطاعة والخضوع، ويؤمن كل من «الإخوان» و«الحشاشين» بمبدأ الموالاة والعداء؛ ويبايع الأتباع المرشد ومكتب الإرشاد على السمع والطاعة، سواء كان فاعلا أو مكرها، بينما يبايع أتباع “الحشاشون” الأمير على عدم عصيان أوامر دعوته وقادته. ويقدمون أنفسهم كمنقذين ومنقذين، وتتفق المجموعتان في البنية الهرمية، سواء من حيث التنظيم من حيث التسلسل الهرمي أو المجموعة التي يحكمها الأمير. يأمر أتباعه بالموت من أجل تحقيق أهدافه. وقام كلاهما بتعيين خلفاء لدعوتهما، مما يضمن استمراريتها في حالة وفاتهما.

وأوضحت أن التغلغل الناعم في مفاصل الدولة أو النظام المراد إسقاطه والسيطرة عليه هو ما تتطلبه هذه الخطة من تنفس طويل وتجنب المواجهة المباشرة والعنيفة. وحتى إظهار بعض الولاء والدعم له أو لرموز حكمه، ومثال جماعة الحشاشين في هذا السياق كيف نجح حسن الصباح في خداع نظام الملك رئيس وزراء الدولة السلجوقية، و وبقي لمدة 9 سنوات كاملة يجند أتباعًا وموالين له بعيدًا عن سيطرة نظام الملك ونجح في كسب ولاء بعض رجال الدولة. ورغم ذكاء الوزير نظام الملك وحسن إدارته، إلا أنه لم يقدر خطورة دور الصباح وأفكاره وخططه للدولة السلجوقية وله شخصياً، ولم يكتشف تلك المخططات إلا بعد سنوات. عندما نفذت جماعة القتلة أول عملية اغتيال ضد أحد رجال الدين بأمر من الصباح نفسه. يقرر الوزير نظام الملك اعتقال الصباح، لكنه ينجح في الهروب ومغادرة البلاد. بعد ذلك يخطط الصباح للتخلص من نظام الملك الذي أطلق حملة توعية كبيرة ضد الحشاشين وأفكارهم ومعتقداتهم. وقد شارك في تلك المواجهة الفكرية العديد من العلماء، والتي كان لها الأثر الكبير في إضعاف نفوذ الحشاشين وكشف زيف أفكارهم، وقد رد ليرد. وقام الحشاشون لتلك المواجهة باغتيال نظام الملك صديق الأمس الذي استضاف الصباح وتولى مناصب مهمة قبل أن يكتشف خداعه وخيانته، ومثال مماثل للإخوان المسلمين كان مثال الرئيس الراحل أنور السادات بإزاحتهم من السجون وإعادتهم إلى الحياة العامة ووعدوه بأنهم سيكونون داعمين له ولن يسعوا إلى تجنيد عناصر جديدة والابتعاد. عن الشباب، وخاصة طلاب الجامعات، كما طلب الرئيس السادات، لكنهم لم يفوا بوعودهم؛ بل نشطوا في تجنيد الشباب وسيطروا على النشاط الطلابي ومن ثم النقابات المهنية. ومن المفارقات أن نهاية الرئيس السادات كانت باغتياله على يد جماعة ساعد الإخوان في ظهورها ودعمها وبلورة أفكارها. وهذا يقودنا إلى الإشارة إلى لمحة أخرى من التشابه بين مسيرة وسلوك الحشاشين والجماعات الإرهابية المعاصرة. وحرصت جماعة الحشاشين على تجنيد أنصار داخل الممالك والدول المحيطة بهم يخالف معتقداتهم مثل الخلافة العباسية والدولة السلاجقة والصليبيين، وألزمت هؤلاء الأنصار بالتزام الصمت وعدم لفت الأنظار إليهم أو القيام بأي أعمال عنف. أي نشاط عدائي في تلك الممالك والدول، في انتظار الوقت المناسب عندما يتلقون تكليفًا أو أمرًا من المجموعة. بالضبط هذا التكتيك هو ما يسمى اليوم “الخلايا النائمة” وهو يشبه تكتيك “الذئب المنفرد” الذي تلجأ إليه وتتبعه الجماعات الإرهابية في الوقت الحاضر.

وأشارت إلى أنه عندما نستعرض تاريخ جماعة القتلة قد نفاجأ بأنهم أول من أطلق لقب “القائد” على الشخص الذي نفذ عملية اغتيال أحد معارضي الجماعة. ولعل السمة والعلامة المميزة، والكلمة التي تنفرد بها الحشاشين، هي “الاغتيال”. وهم الأوائل والرائدون في سجل الاغتيالات. لقد أرعبوا العالم على مدى قرنين من الزمن باغتيالاتهم التي طالت الجميع من كافة الطوائف والمذاهب والأجناس. لقد برعوا في خلق الفدائي، الإنغماسي، أو الانتحاري الذي يتنكر تارة في هيئة مشتكي، وتارة في هيئة حارس، وتارة في هيئة جندي. حتى الأطفال قاموا بتجنيدهم. لتنفيذ اغتيالات؛ ولذلك كان هذا السجل مزدحماً بعمليات الاغتيالات المختلفة، كما تابعنا في الجزء الأول من حلقتنا، وبالطبع اعتمدت التنظيمات الإرهابية في التاريخ الحديث هذه الأساليب في اغتيال المعارضين، ويكفينا أن نستذكر من هذا الأسود سجل ذلك الشاب، أحد أعضاء جماعة الإخوان، الذي كان يرتدي “زي” ضابط شرطة للاقتراب… أصيب رئيس وزراء مصر النقراشي باشا بالرصاص بينما كان على وشك ركوب المصعد بين حراسه ومساعديه عام 1947، أو نستذكر المشهد الأشهر لرباعي قتلة الرئيس السادات في أكتوبر 1981، حسن الصباح وحسن البنا يأمران باغتيالات سياسية لجميع المعارضين؛ إن نشر الرعب وسيلة للتمكين؛ وكلاهما يعتقد أنهما لا يستطيعان مواجهة الدولة أو نظام الحكم، لكنهما في نفس الوقت قادران على نشر الفوضى في محاولة لإسقاط هذه الدولة، ولذلك يأمران أتباعهما بقتل كل من يعارضهما.

وأكدت أن جماعة “الحشاشين” شكلت فرقا فدائية مكلفة بتنفيذ اغتيالات سرية. كما أنشأت جماعة “الإخوان” النظام الخاص واللجان النوعية مع فرق من الانتحاريين، وقام كل منهم بقتل المعارضين بمبررات مشروعة، بهدف الوصول إلى السلطة السياسية. وكل من “الإخوان” يعتقد “والقتلة” على مبدأ الولاء والبراء؛ فالأتباع في الإخوان يبايعون المرشد ومكتب الإرشاد على السمع والطاعة، سواء كان فاعلا أو مكرها، بينما يبايع الأتباع في “الحشاشين” الأمير على عدم عصيان أوامر دعوته وقادته. إنهم يقدمون أنفسهم على أنهم المنقذون والمنقذون، ليس فقط لأتباعهم بل للبشرية جمعاء، ولا يمكن رفض إرادة أمير الزمن. ومن ثم فإن الأمير أو الإمام أو المرشد هو أحق بالولاية والبيعة، وجماعته هي أحق بالفضل والسيادة والأستاذية والغلبة على الجميع. فكيف لا يكونون هم وحدهم “الأتقياء”. وهذا الكلام هو كلام الحشاشين والإخوان. في كتبهم ومؤلفاتهم.

وأشارت إلى أن من أوجه التشابه بين المجموعتين هو السعي إلى الهيمنة والاستحواذ بدلا من المشاركة والتعاون مع الحلفاء والداعمين، كما أن أغلب الخطاب الدعائي للحشاشين يدعو إلى التعاون والتآخي بين كافة مكونات المجتمع في ظل حكمهم. الشعار الأكثر شهرة هو “أخوة كل الأمم”. ولن نتحدث كثيراً عن زيف هذا الشعار وخداعه أمام سلوكهم الدموي الواقعي. للتخلص من المختلفين، حتى لو كانوا من الطائفة نفسها، ولعل طريقة سيطرة حسن الصباح وأعوانه على قلعة «الموت» تكشف ميلهم إلى الاستحواذ والسيطرة المطلقة. وكان الصباح يأتي إلى القلعة زائرا وضيفا، وكان صاحبها وقومه المقيمون فيها أيضا من الشيعة. لقد أعجب بقلعة صباح ورأى أنها “القلعة” المناسبة. لشخصه وتنظيمه وأفكاره؛ فيقرر الاستيلاء عليها وطرد صاحبها وأنصاره منها عندما تتاح له الفرصة والوقت المناسب. لقد ظل الإخوان في تاريخهم يتحدثون كثيرا ويطالبون بالمشاركة والتعاون في الشأن العام مع مكونات المجتمع. لكن عندما تسنح الفرصة وعلى أرض الواقع، تسيطر عليهم رغبة عارمة في السيطرة والهيمنة وإقصاء الآخرين، حتى لو كانوا حلفاء وداعمين. تلك كانت تجربتهم في النقابات المهنية كالأطباء والمحامين والمهندسين، ومثال أكثر وضوحاً بعد 25 يناير، في سعيهم المحموم للسيطرة والحيازة والهيمنة واحتكار مقدرات الوطن. هذا ما تخيلوه. وهكذا تصوروا ودعوا إلى التعاون والتنسيق بين ما سموهم الصف الإسلامي.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: خليجيون 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading