حوادث

"غرائب القضايا".. عاش خائناً ومات مجرماً

القاهرة: «رأي الأمة»

حالات غريبة حدثت وأثارت جدلاً تحول فيها القاتل إلى بريء، والجاني إلى ضحية، ألغاز كشفتها التحقيقات، وأزاحتها دفاعات المحامين في الساحات. ويعرض اليوم السابع، على مدار 30 حلقة خلال شهر رمضان المبارك، أبرز هذه الحالات وحقائقها المثيرة.

هذه الحلقة يرويها المستشار بهاء الدين أبو شقة في كتابه “أغرب الحالات”…

وانتهى الجزء الأول من القضية باعتراف الزوجة لزوجها بأنه هو من قتل زوجة شقيقه بعد اغتصابها. وتم القبض على المتهم وتقديمه للمحاكمة الجنائية. يقول المستشار أبو شقة: “استوقفني ما ورد في تقرير التشريح من أن عمر صاحب الجثة التي تم تشريحها أربعون عاما، في حين أن عمر المجني عليها كما ورد في وثيقة زواجها ورواية والدها هو عشرون عاما.” طلبت من والدها أن يحضر لي مستخرجًا رسميًا من شهادة ميلاد ابنته. ومرت أيام قليلة حتى أحضر تلك الشهادة الرسمية التي تبين أن عمرها عشرين سنة وشهرين.

وجاءت لحظة المحاكمة. وقد اتسمت الجريمة، كما هو موضح أعلاه، للوهلة الأولى بالوحشية والتجريد من الإنسانية. أخ قتل زوجة أخيه بعد أن اغتصبها ثم أحرقها، وشهدت ذلك زوجته وأم أولاده. كان هذا سيناريو الأحداث الذي ملأ مخيلتي عندما قطع هذه الصورة صوت الحاجب معلنا بدء الجلسة… وبدأت إجراءات المحاكمة… وسألني رئيس الدائرة إذا كنت مستعدا للترافع. ولمست من كلامه ولمحت في عينيه وأعين بقية أعضاء الدائرة اقتناعهم التام بذنب المتهم وبشاعة جريمته. خبث أفعاله وتسرعهم في الانتقام منه. وطلبت مناقشة الأمر مع الطبيب الشرعي الذي أجرى التشريح… ولم يفعل. وجاء الطبيب الشرعي وسألتها المحكمة عن عمر الجثة التي أوضحتها فأصرت على أنها أربعون سنة… فسألتها المحكمة كيف تمكنت من تحقيق ذلك؟… فأجابت. وأن ذلك كان محكومة بالمبادئ العلمية والمعدات الحديثة. إن الأشعة التي تشرق على العظام تجعل من الممكن، من خلال كل ما سبق، تحديد العمر بشكل يقيني.

ورفعت المحكمة جلستها وأعدت كبير الأطباء الشرعيين للجلسة المقبلة وسألته مرة أخرى عن مدى التأكد من عمر الجثة. وأجاب أن الأجهزة والإشاعات تحدد بشكل مؤكد عمر المتوفى.

وحضر والد الفتاة أمام المحكمة وأقسم على قول الحقيقة. وشهد أن ابنته كان عمرها عشرين سنة وشهرين وقت اختفائها. وأكد أنها ابنته وأنه يعرف عمرها بشكل حدسي بطريقة محددة.

وأصدرت المحكمة قرارا بتكليف نيابة سوهاج بالتوجه إلى السجل المدني ومعرفة تاريخ الميلاد الحقيقي للطفلة، وإحضار مستخرج رسمي بعلمها من المحاضر الرسمية. وفعلاً قدمت النيابة مستخرجها وكشفت صحة حديث الوالد مع ابنته العشرينية، فأجلت المحكمة الجلسة وعادت للنطق بالحكم.. فقضت. وبرأت المحكمة المتهم من التهمة المنسوبة إليه.

خرج المتهم من سجنه مذهولا.. شارد الذهن.. وهو يتذكر تصرفات زوجته.. المال الذي دفعها للتقدم والإدلاء بشهادتها لوضع حبل المشنقة حول رقبته، للتخلص منه وهو يعلم أنه بريء… بحث عنها في كل مكان ولم يجدها، النار تشتعل في أعماقه وهو يلعب أمام عينيه مشهد شهادتها ضده في النيابة وأمام المحكمة و مؤكداً أنه القاتل… واستمر بحثه أياماً وشهوراً ونار الانتقام تشتعل في أعماق روحه.

في صباح أحد الأيام، استيقظ أهالي إحدى المناطق الشعبية بالجيزة على صوت استغاثة سيدة، فأسرعوا إليها وتم نقلها إلى المستشفى. وكانت الزوجة التي اعترفت لزوجها. وألقت كلماتها الأخيرة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة. وقالت أمام النيابة: “زوجها هو من طعنها بالطعنات القاتلة. لقد تركها بعد أن ظن أنها جثة هامدة قد ماتت… لكنها أغمي عليها واستيقظت… وكان من الله أن يهبها الحياة في لحظات لتكشف الحقيقة”.

«إنها متأكدة أنه لم يقتل زوجة أخيه.. لأنها عندما أحست بخيانته وخسارته وملاحقته لها ورغبته في مرافقتها في طريق الرذيلة، اتفقت هي وأبوها على أن عليها أن تفعل ذلك». هربت إلى الإسكندرية لتقيم مع صديقة لها هناك. ولا أحد يعرف أين تعيش سوى والدها، وباستدعاء والدها أكد هذه الحقيقة. حتى أنه أحضر ابنته من الإسكندرية وأدلى بأقوالها أمام النيابة مؤكدا الأقوال الجديدة… وأنها لولا هروبها بالطريقة المذكورة سابقا لما تجرأ شقيق زوجها على اختطافها واغتصابها وقتلها إذا لقد حاولت فضحه”.

أما الجثة التي وجدت فقد قتلها فعلا. وكانت زوجة أحد أصدقائه. فطاردها وطاردها. وعندما وبخته ورفضت الانسياق معه وتحقيق أهدافه الدنيئة، اغتصبها وقتلها بنفس الطريقة التي ذكرتها في شهادتي، مع تغير شخصية الضحية. لكن تمت تبرئته لسبب لم أتوقعه، وهو الفارق. العمر.. وكشفت هوية المرأة المقتولة، حيث أكدت التحريات صحة قصتها واختفاء تلك المرأة في التاريخ المعاصر، وتم إبلاغ زوجها باختفائها وتحرير محضر بالواقعة”.

وباستدعاء زوج المرأة المقتولة أكد اختفاء زوجته وأنه قد كتب محضراً عنها، وظل يبحث عنها باستمرار حتى علم أخيراً بقتلها على يد صديقه النادل. وتابعت الزوجة في اعترافها: “وهكذا حافظت على شرف الفتاة وهربتها بعلم والدها وموافقته، لأني كنت على يقين أنها لن تفلت من براثنه وفي نفس الوقت أيقنت أنه قتل”. المرأة الأخرى بعد أن اغتصبها، فكانت شهادتي انتقاما منه وتحريرا للأبرياء من رذائله وجرائمه المتعددة والمستمرة.

هكذا كان المصير ينتظر المتهم. ورغم تبرئته من تهمة قتل زوجة أخيه التي ثبت أنها على قيد الحياة، إلا أنه حكم عليه بالإعدام شنقا بتهمة خطف واغتصاب وقتل زوجة صديقه…وكذلك قتل زوجته عمدا مع سبق الإصرار والترصد… وألفظت أنفاسها الأخيرة فور الإدلاء بأقوالها أمام النيابة.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading