هُنّ.. قلب الثورة الرحيم حكمت أبو زيد.. أول امرأة تتولى منصب وزيرة في مصر

“قضت حياتها بين محاربة تقاليد الصعيد، وبين الشهرة والنجاح، وبين سنوات النضال الوطني وسنوات أخرى من المنفى”. كانت حكمت أبو زيد، أول امرأة تتولى منصب وزير في مصر، وأول وزيرة للشئون الاجتماعية في مصر، اختارها الرئيس جمال عبد الناصر للوزارة وأطلق عليها لقب “قلب الثورة الرحيم”. وفتحت بتوليها هذا المنصب الباب أمام المرأة لتولي مناصب قيادية في الدولة.

ولد حكمت أبو زيد في قرية “نزالي جنوب” بالقوصية بمحافظة أسيوط. جاءت حكمت في المرتبة الثالثة بين إخوتها الثلاثة. عمل والدها مشرفًا على السكك الحديدية، وكان يمتلك مكتبة في مسكنه تضم خطب مصطفى كامل، وأعمال الناشطة الفرنسية جولييت آدم، وأعمال مصطفى صادق الرافعي. وكانت والدتها تشترك مع جيرانها وأصدقائها المسيحيين في صوم العذراء، وكانت تكتفي طوال هذا الصوم بالطعام الخالي من الدسم الذي يعدونه لها. التحقت حكمت بمدرستها الأولى بديروط الشريف، ثم بمدرستها الابتدائية بسوهاج، ثم أسوان. وفي المرحلة الثانوية تركت حكمت أسرتها والتحقت بمدرسة حلوان الثانوية (داخلية) في ثلاثينيات القرن الماضي، ولم يكن في حلوان مدن جامعية في ذلك الوقت، فأقامت في جمعية بنات النبلاء التي كانت أسستها رائدة التعليم نبوية موسى. التحقت بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، وكان عميد الكلية في ذلك الوقت الدكتور طه حسين الذي تنبأ لها. وحظيت بمكانة رفيعة مستقبلاً، حصلت على دبلوم التعليم العالي من وزارة التعليم العالي بالقاهرة عام 1944، ثم الماجستير من جامعة سانت أندروز باسكتلندا عام 1950، ثم الدكتوراه في علم النفس من الجامعة. لندن في إنجلترا عام 1955، في الوقت الذي كانت فيه الفتاة تكافح. لتترك منزلها للتدريس.

عمل حكمت أستاذا بقسم علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة. كما كانت عضواً في المجلس الأعلى للثقافة، ومن عام 1962 إلى عام 1965، تم اختيار حكمت لتولي منصب وزيرة الشئون الاجتماعية في عهد رئيس جمهورية مصر العربية الأسبق جمال عبد الناصر. واصلت منصب وزيرة الشئون الاجتماعية بجامعة القاهرة. الوزارة لمدة ثلاث سنوات، أقامت بعدها في ليبيا خلال الفترة من 1972 إلى 1992، وعملت أستاذة بجامعة الفاتح وحصلت على وسام الفاتح العظيم. وعندما عادت إلى مصر بدأت التدريس في قسم علم النفس والاجتماع بكلية الآداب.

واشتهرت حكمت بخلافها مع الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات في بعض وجهات النظر، وتم بث الحديث على شاشة التلفزيون. ومن أهم مشاريعها مشروع الأسر المنتجة، ومن أبحاثها: التكيف الاجتماعي في الريف، التربية الإسلامية، ونضال المرأة. وضعت أول خطة للتنمية الأسرية، وأعدت مشروع رائدات المرأة الريفية تمهيداً للأسر المنتجة، وعملت في مشروع تهجير النوبة، ووضعت قانون تنظيم الجمعيات الأهلية، ونظمت جمع الزكاة. .
وتوفيت في سبتمبر 2011 عن عمر يناهز 90 عاما، بعد معاناة طويلة مع المرض.