هل تنجح مصر في التخلص من انقطاعات الكهرباء صيف 2025؟
في ظل موجات الحر الشديدة التي تضرب مصر كل صيف، تتجدد مخاوف المواطنين من تكرار سيناريو انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع أسعار الوقود. ومع دخول صيف 2025، تتزايد التساؤلات: هل تنجح وزارة الكهرباء في السيطرة على الأحمال الكهربائية؟ وهل انتهت أزمة تخفيف التيار؟
تحاول الحكومة المصرية، عبر حزمة من المشروعات والإصلاحات، أن تنهي معاناة انقطاع الكهرباء في المدن والقرى، وتحقيق الاكتفاء من الطاقة، خاصة مع تزايد الاستهلاك المحلي. في هذا التقرير نرصد خطة الوزارة، التحديات التي تواجهها، وحلول الطاقة البديلة.
خلفية الأزمة – متى بدأت انقطاعات الكهرباء في مصر؟
شهدت مصر منذ منتصف عام 2023 عودة ملحوظة لانقطاعات التيار الكهربائي في أغلب المحافظات، في مشهد أعاد للأذهان أزمة 2014، التي سبقت إنشاء محطات الكهرباء الضخمة.
في يوليو 2023، أعلنت وزارة الكهرباء بدء خطة تخفيف الأحمال يوميًا لمدة ساعة أو ساعتين، خاصة في أوقات الذروة من الساعة 12 ظهرًا حتى 5 مساءً، بسبب نقص الوقود المخصص لتشغيل المحطات، وتأخر عمليات الصيانة وارتفاع درجات الحرارة.
استمرت تلك الخطة خلال صيف 2024، مع وعود حكومية بأن صيف 2025 سيكون مختلفًا، لكن ما الذي تغير؟
خطة وزارة الكهرباء لصيف 2025
في مايو 2025، عقد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، مؤتمرًا صحفيًا أعلن خلاله عن جاهزية الوزارة لصيف هذا العام، مؤكدًا ما يلي:
-
زيادة كفاءة المحطات الكهربائية من خلال صيانة الوحدات المتوقفة.
-
ضخ استثمارات في محطات الغاز وتحسين نظم التوزيع.
-
تنويع مصادر الطاقة من خلال دعم مشروعات الطاقة الشمسية والرياح.
-
استيراد كميات إضافية من الغاز الطبيعي بالتنسيق مع وزارة البترول.
-
مواصلة برامج ترشيد الاستهلاك بالتعاون مع المواطنين والمؤسسات.
وأكد الوزير أن الدولة لا تزال ملتزمة بدعم قطاع الكهرباء رغم التحديات، وأن انقطاعات التيار ستتراجع بشكل ملحوظ مقارنة بالأعوام السابقة.
أبرز مشروعات الكهرباء في 2025
لتحقيق الاستقرار، توسعت مصر في عدد من المشروعات الكبرى، أبرزها:
1. محطة بنبان للطاقة الشمسية – أسوان
-
واحدة من أكبر المحطات في إفريقيا.
-
توفر طاقة نظيفة لـ2 مليون منزل.
-
ساهمت في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
2. مشروع الربط الكهربائي مع السعودية
-
ينفذ حاليًا عبر خطوط بحرية وبرية.
-
يهدف لتبادل الكهرباء وتخفيف الضغط في أوقات الذروة.
3. محطات الغاز الطبيعي في دمياط والسخنة
-
دخلت الخدمة منذ 2024.
-
تعتمد على تكنولوجيا التوليد المشترك لتقليل الفاقد.
التحديات التي تواجه القطاع
رغم هذه الإنجازات، إلا أن هناك عدة تحديات ما زالت تؤثر على أداء قطاع الكهرباء:
-
أزمة توفير الوقود لمحطات الكهرباء، بسبب تقلبات أسعار الغاز عالمياً.
-
تهالك بعض شبكات التوزيع في الأقاليم والقرى.
-
زيادة معدلات سرقة التيار، مما يؤثر على العدالة في التوزيع.
-
ضعف كفاءة الأجهزة الكهربائية لدى بعض المواطنين مما يستهلك طاقة أكثر من اللازم.
هل تنجح مصر في إنهاء الانقطاعات فعلاً؟
وفقًا لتقارير رسمية، فإن نسبة الأعطال تراجعت في الربع الأول من 2025 بنسبة 35% مقارنة بعام 2024، كما انخفض متوسط مدة انقطاع الكهرباء اليومي من 90 دقيقة إلى أقل من 30 دقيقة.
لكن خبراء في قطاع الطاقة أكدوا أن النجاح الكامل مرهون بـ:
-
استمرار إمدادات الغاز.
-
تطوير العدادات الذكية لمراقبة الاستهلاك.
-
تحفيز المواطنين على شراء الأجهزة الموفرة للطاقة.
كيف يتفاعل المواطنون مع الخطة الحكومية؟
في الشارع المصري، ما يزال المواطنون بين متفائل ومشكك.
تقول فاطمة عبدالعزيز، موظفة بالقاهرة:
“انقطاع الكهرباء قل شوية عن الصيف اللي فات، بس مش اختفى خالص. نتمنى فعلاً إنه يتحل تماماً”.
أما هشام فؤاد، موظف بشركة خاصة، فيرى أن الحل في “تحفيز الناس على تركيب الطاقة الشمسية فوق المنازل والاعتماد على أنفسهم بدل ما نفضل نستنى الدولة”.
مع دخول مصر صيف 2025، يبقى ملف الكهرباء أحد التحديات الحيوية التي تواجه الحكومة، في ظل ضغط استهلاكي وموارد محدودة. ورغم التحسن الملحوظ، إلا أن نجاح الوزارة في إنهاء انقطاع الكهرباء بشكل دائم سيتطلب استمرارية في الإصلاحات، ووعيًا مجتمعيًا كبيرًا.