دكتور مصطفي عثمان: رجال المال و الاعمل دائمًا .. يفشلون فى إدارة شئون الحكم و السياسة

اثبتت التجارب فى الواقع العملى أن رجال المال و الاعمال ليس لديهم القدرة على إدارة شئون الحكم و السياسة ؛ و المثال الواضح على المستوى القومى فى ذلك هى حكومة رجال الاعمال التى كانت قبيل الاطاحة بنظام الرئيس الاسبق مبارك ؛ و التى قد يقال عنها أنها حققت نموا اقتصاديا لم يصل اليه الاقتصاد المصرى من قبل ؛ و أن صح قول ذلك ؛ فإن هذا النمو لم يستفيد منه سوى طبقة رجال الاعمال و لم يعود على المواطن من الطبقتين الفقيرة و الوسطى بادنى فائدة فى الخدمات مثل الصحة و التعليم و غيرها … و على المستوى الاقليمى حكومة الحريرى فى لبنان ؛ لم تخطوا بلبنان خطوة واحدة جادة فى مسار التنمية أو الاستقلال السياسى ؛ مع الوضع فى الاعتبار ان هذه الحكومة مدعومة ماليا من السعودية لاهداف سياسية تتغاياها المملكة .
لهذا لدى يقين لا يساوره الشك فى فشل ادارة ترامب و مساعده ايلون ماسك فى الحفاظ على مركز امريكا السياسي و ثقلها الدولى ؛ لماذا سيفشل ذلك النظام ؟ ؛ لأن رجال المال و الاعمال لديهم هدف وحيد هو تحقيق الربح و ادارة الاموال دون ضمان تنميتها أو الحفاظ عليها ؛ و قد تكون فرصة زيادة رأس مال الاستثمار من كوارث مجتمعية ؛ فيضانات ؛ حروب جوائح ؛ نزاعات سياسية ؛ نزاعات عسكرية .. أسباب شقاء البشرية ؛ ليس لهم دخل فى رفع معاناة البشرية هدف الوحيد هو تحصيل المكاسب و الثروات من تلك الكوارث ؛ هذه الخصال لا تصلح أن تكون فى حاكم أو سياسى ؛ انما على العكس من ذلك تماما الحاكم أو السياسى له رؤية ؛ هى ضرورة تححقيق اهداف متضاربة و متعددة ؛ فهو أن اراد النجاح لابد أن يتغايا من قرارته ابعاد كثيرة منها الامن القومى الوطنى و الاقليمى و الدولى ؛ الديمقراطية ؛ البيئة ؛ العلاقات الدولية بالمنظمات و الدول ؛ و غير ذلك من الامور التى لم توضع فى حساب ادارة ترامب الان .
فمنذ تولى الرئيس الامريكى ترامب السلطة فى ولاية ثانية للرئاسة الامريكية ؛ أظهر للعالم أنه صاحب أو مالك تلك الطيعة ؛ راح يركل يمينا و يسارا ؛ قرارات جمركية تقوض نظام العولمة التى تبنتها امريكا من قبل ؛ قرارات سياسية تأتى على ارث البشرية من تقدم فى الحقوق و الحريات و النظام الدولى فى مواثيق و معاهدات و برتوكولات و غير ذلك ؛ تلك التى دخلت من أجلها أمريكا حروب للانتصار لها ؛ قرارات لا صل لها بالتزام امريكا امام الدول و المنظمات فى معالجة الاثار المترتبة على التغيير المناخى و الحفاظ على البيئة ؛ قرارات تعترض مصالح معظم الدول ؛ هو يقول للعالم أنا لا أرى إلا نفسى وظلى ؛ لهذا سيسقط النظام أو تسقط أمريكا .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.