حوادث

غرائب القضايا.. "قتل بالسحر الأسود".. طفلتان تسببا فى موت 24 شخصاً

القاهرة: «رأي الأمة»

حالات غريبة حدثت وأثارت جدلاً تحول فيها القاتل إلى بريء، والجاني إلى ضحية، ألغاز كشفت عنها التحقيقات، وأزالتها دفاعات المحامين في الساحات. ويعرض اليوم السابع، على مدار 30 حلقة خلال شهر رمضان المبارك، أبرز هذه الحالات وحقائقها المثيرة.

-“قتل بالسحر الأسود”..

في واحدة من أفظع الحوادث في التاريخ الأمريكي، قُتل ما يقرب من 24 شخصًا في مدينة دانفرز الأمريكية، متهمين بممارسة السحر الأسود، ومن بينهم فتاة تبلغ من العمر أربع سنوات، دون أي دليل أو إثبات مقنع!!

بدأت الحادثة فعلياً في عام 1692م عندما اشترى شخص يُدعى صموئيل باريس عبدين لرعاية أطفاله. واحد منهم كان اسمه توبا. جعلها مسؤولة عن رعاية ابنته بيتي البالغة من العمر تسع سنوات وابنة أخته بيجال البالغة من العمر أحد عشر عامًا.

وكانت الثقافة السائدة في المجتمع الأمريكي في ذلك الوقت هي قراءة كتب الأساطير والتنبؤات، وكانت الفتاتان مهتمتين بهذا النوع من القراءة في تلك السن، فكانتا تسليان نفسيهما في أوقات فراغهما بقراءة هذا النوع من الكتب.

وكانت الخادمة توبا التي كانت تعتني بهم، ترفه عنهم بقصص السحر الأسود في أغلب الأوقات، ويبدو أنهم انبهروا بهذا النوع وانجذبوا إليه، حيث بدأوا يحاولون ممارسة السحر الأسود، وفجأة ودون أي إنذار مسبق، أصيبت الفتاتان بحالة تشبه الصرع، ولا يعرف حتى يومنا هذا ما إذا كانت هذه الحالة حقيقية أم لا. أم أنها مجرد مزحة غبية لإثارة الذعر حولهم وجذب الانتباه؟

اندهش الأب صموئيل من الحالة التي أصابت الفتاتين، وعلى الفور استدعى الدكتور وليم جرجس، الذي لم يجد أي سبب طبي يصل بهما إلى هذه الحالة، فأعلن على الفور أنهما ممسوسان بالسحر الأسود، والذي عند واعتبرت تلك المرة جريمة لا تغتفر.

بسبب سيطرة إحدى الجماعات المسيحية المتطرفة على البلدة في ذلك الوقت، وهي الجماعة البيوريتانية التي تؤمن بالتطبيق الحرفي لكل ما جاء في الكتاب المقدس، بما في ذلك معاقبة السحرة بأشد العقوبات وقتلهم.

ولهذا قام السيد صموئيل بممارسة ضغوط شديدة على الفتاتين لمعرفة من فعل ذلك بهما، وتحت وطأة الضغط الشديد والذعر الذي انتشر في المنزل، اتهمت الفتاتان الخادمة توبا بالقيام بذلك هذا، وعلى الفور تم القبض عليها والتحقيق معها.

وتعرضت الخادمة لتعذيب شديد حتى اعترفت بأنها تمارس السحر الأسود، ولكي تتخلص من ذلك العذاب ادعت أمام المحكمة أن كلباً أسود أمرها بممارسة السحر والشعوذة على الفتاتين، وهددها بالموت إذا لم تفعل ذلك!

كما زعمت أن هناك رجلاً يرتدي ملابس سوداء زارها وطلب منها التوقيع باسمها في دفتر غريب شاهدت فيه العديد من أسماء القائمين على السحر والشعوذة في تلك المدينة.

وهنا توجد ثغرة قد تكون دليلاً حاسماً على براءة توبا أو ادعائها الكاذب. العبيد في ذلك الوقت لم يكونوا يجيدون القراءة ولا الكتابة، فكيف يمكن لأحد منهم أن يقرأ الدفتر أو حتى يوقع عليه؟! ويبدو أن الخادمة ألفت هذه القصة هرباً من التعذيب.

ومن هنا بدأت المذبحة التي سحقت الكثيرين تحت أقدامها، وانتشر البحث المحموم عن المشعوذين في جميع أنحاء المدينة. والطريف في الأمر أنهم كانوا يستعينون بالفتاتين بيتي وأبيجيل لمعرفة ما إذا كان الشخص دجالًا أم لا بطريقة غريبة.

وكانوا يظهرون لهم المتهمين الجدد، فإذا صرخوا وبدأت أجسادهم تتقلص، حكم القاضي على الفور بإعدام المتهمين دون أي دليل أو دليل قاطع على أنهم مارسوا السحر أو حتى دون مناقشتهم!!

واستمرت هذه الإعدامات العشوائية بين عامي 1692 و1693م، وتوالت الاتهامات، وتدرج عدد الضحايا تدريجياً حتى وصل إلى 24 شخصاً. ومن المفارقات أن من بين المحكوم عليهم بالإعدام بتهمة ممارسة السحر الأسود فتاة صغيرة تبلغ من العمر أربع سنوات فقط، اتهمت بالشعوذة وقُتلت. بلا رحمة ولا فكر.

ولم تتوقف هذه المذبحة حتى جاء الحاكم الجديد ويليام فيبس الذي استنكر كل ما حدث، وأمر بالعفو عن بقية المتهمين وإنهاء هذه القضية التافهة التي فتحت الباب واسعا لأعمال الخرافات والشعوذة. البعد عن المنطق.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading