تقارير

طرد مسن مصري من الولايات المتحدة بعد اعتدائه على كلب تابع للجمارك في مطار دولس

في واقعة أثارت ردود فعل متباينة داخل وخارج الولايات المتحدة، أعلنت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية (CBP) عن طرد مسن مصري الجنسية يبلغ من العمر 70 عامًا، بعد أن قام بركل كلب تابع للجمارك في مطار دولس الدولي قرب واشنطن أثناء تفتيش أمتعته.

وقد جرت الحادثة يوم الأربعاء الماضي، فيما نُفذ قرار الطرد يوم الجمعة بعد محاكمة سريعة فيدرالية، أعادت إلى الواجهة الجدل حول معاملة الحيوانات الرسمية وقوانين المطارات الأميركية الصارمة.

تفاصيل الواقعة

وفقًا لبيان رسمي صادر عن CBP، كان المواطن المصري قد وصل إلى مطار دولس ضمن رحلة قادمة من الشرق الأوسط، وخلال خضوعه لإجراءات التفتيش الروتينية، قام الكلب المدرب التابع للوحدة المتخصصة بالكشف عن المواد الغذائية والمهربة، ببدء فحص الحقيبة الخاصة به.

لكن ما حدث لاحقًا أثار الصدمة: فقد قام الرجل بدفع الكلب بقدمه بعنف ثم ركله في جانبه الأيسر. وقد أُصيبت أنثى الكلب المسماة “فريدي” بخدوش وسحجات، ما استدعى فحصًا بيطريًا عاجلًا داخل مركز الرعاية الحيوانية بالمطار.

ردود فعل سريعة من السلطات

تم على الفور إلقاء القبض على الرجل من قِبل عناصر الجمارك، وتحويله إلى التحقيق، قبل أن يُعرض على محكمة فيدرالية خلال 48 ساعة فقط. وقد وجّه له الادعاء تهمة “الاعتداء على كائن تابع لوكالة فيدرالية أثناء أداء مهامه”، وهي جريمة في القانون الأميركي.

وأكد مكتب المدعي العام أن الرجل “أظهر سلوكًا عدوانيًا دون مبرر”، وأن “الكلب كان يؤدي واجبه وفقًا للتدريب”.

الحكم: طرد فوري ودفع نفقات علاج الكلب

أصدرت المحكمة حكمًا يقضي بترحيل الرجل المصري على الفور، مع منعه من دخول الأراضي الأميركية لمدة 10 سنوات. كما ألزمته بدفع تكاليف علاج الكلب “فريدي”، الذي تلقى الرعاية اللازمة ويتعافى حاليًا في عيادة بيطرية تابعة للمطار.

ورغم أن الرجل لم يكن مسجلًا كـ”شخص مطلوب” ولم يُعثر بحوزته على مواد ممنوعة، إلا أن الواقعة تم التعامل معها بوصفها “تعديًا مباشرًا على موظف فيدرالي”، وفقًا لبيان المحكمة.

الكلب فريدي.. أكثر من مجرد حيوان

يُعد الكلب “فريدي” أحد أعضاء وحدة “Beagle Brigade” الشهيرة، وهي فرقة من الكلاب المدربة خصيصًا لرصد المواد الغذائية، والفواكه، والنباتات، وحتى بعض أنواع النقود أو المواد البيولوجية، ويتم تكريمها بانتظام على أدائها العالي.

وقد عبّرت CBP عن أسفها لما تعرض له “فريدي”، وأكدت أنه سيعود للعمل بعد اكتمال علاجه، مشيدة بـ”مستوى احترافيته” وتعامله مع الركاب رغم الخطر.

قانونيًا.. الاعتداء على الكلاب الرسمية جريمة فدرالية

تُصنف القوانين الفيدرالية الأميركية الكلاب المستخدمة في العمليات الأمنية والجمارك ضمن “موظفي الحكومة”، ويُعامل الاعتداء عليهم بنفس جدية الاعتداء على شرطي أو مسؤول حكومي. وتنص المادة 1368 من القانون الفيدرالي على عقوبات قد تصل إلى الحبس والغرامة والترحيل الفوري إذا كان المعتدي غير أميركي الجنسية.

وأكد الخبير القانوني الأميركي “جيمس ماتيو” في تصريح لـCNN:

“الولايات المتحدة تنظر إلى الكلاب التابعة لوكالاتها الأمنية بوصفها خط الدفاع الأول، والاعتداء عليها أمر غير مقبول إطلاقًا مهما كانت الأعذار”.

ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي

أثارت الحادثة انقسامًا واسعًا بين المغردين العرب والأميركيين. حيث أعرب البعض عن صدمتهم من تصرف الرجل، بينما رأى آخرون أن هناك مبالغة في العقوبة.

وغرد أحد النشطاء:

“مؤسف أن يُعامل كلب أفضل من الإنسان، لكن في الوقت ذاته ما فعله الرجل لا يُبرر، فهذه كائنات حية تؤدي عملاً رسميًا”.

في المقابل، كتبت ناشطة في مجال حقوق الحيوان:

“يجب أن يكون هذا درسًا لكل من يعتقد أن العنف ضد الحيوان لا عواقب له، وخاصة في أميركا”.

ما الذي تحمله الواقعة للمسافرين؟

سلطت الواقعة الضوء مجددًا على قواعد المطارات الأميركية الصارمة، وخاصة فيما يتعلق بالتفتيش الأمني والتعامل مع الكلاب العاملة. ويُنصح المسافرون إلى الولايات المتحدة بما يلي:

  • عدم لمس الكلاب التابعة للأمن أو التفتيش إلا بإذن مباشر.

  • التعاون الكامل مع موظفي الجمارك مهما كانت الظروف.

  • احترام الثقافة والقوانين الأميركية الخاصة بالحيوانات الرسمية.

رد فعل الجالية المصرية

لم تصدر وزارة الخارجية المصرية أي بيان حتى الآن حول الواقعة، بينما أكدت مصادر داخل القنصلية المصرية بواشنطن أن الرجل لم يطلب أي تدخل قانوني، وتم تنفيذ قرار الترحيل بشكل طوعي بعد توقيعه على المستندات المطلوبة.

وفي القاهرة، أثار الخبر اهتمامًا إعلاميًا واسعًا، وفتح نقاشًا حول ضرورة توعية المسافرين المصريين بالقوانين الأميركية، خصوصًا مع تكرار حوادث سوء الفهم داخل المطارات.

زر الذهاب إلى الأعلى