فن ومشاهير

على الكشوطي يكتب: مليحة ضرورة وليست رفاهية.. الفن يقاوم الاحتلال الإسرائيلى

القاهرة: «رأي الأمة»

الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كانت ذكية جداً عندما التقطت الخيط ووجدت أن عرض مسلسل مليحة عن القضية الفلسطينية ضرورة ملحة وليس رفاهية، ربما لأن الكثير من الأجيال الجديدة لا تعرف أصول القضية و تفاصيل الدور المصري فيه، كما كان الفن المصري وما زال يقاوم الاحتلال الصهيوني. وتاريخ الفن المصري يشهد على هذه المقاومة، سواء من خلال السينما أو التلفزيون.

قد يختلف شكل المقاومة في مسلسل مليحة عن الكثير من النماذج المقدمة سواء في السينما أو التلفزيون. إن طبيعة العمل وحالة المزج بين الجانب الوثائقي والجانب الدرامي تمنح العمل ثراءً وإثراءً كبيراً على مستويات عديدة.

ويظهر الجانب الوثائقي للمسلسل بوضوح وواقعية من واقع التاريخ والأرشيف كيف وقفت مصر وشعبها إلى جانب القضية الفلسطينية وكيف دعمت القضية وساهمت في تخفيف العبء عن الشعب الفلسطيني. وتناول الجانب الوثائقي معركة رأس العش، حيث واجهت قوات الصاعقة المصرية قوة كبيرة من المدرعات الإسرائيلية حاولت احتلال مدينة بورفؤاد.

وبحسب “مجموعة 73 مؤرخين”، فإن إسرائيل أرادت في معركة رأس العش الوصول إلى ضاحية بورفؤاد المواجهة لمدينة بورسعيد على الجانب الآخر من القناة، لاحتلال بورفؤاد، وكانت هي المنطقة الوحيدة في سيناء التي لم تحتلها إسرائيل خلال حرب يونيو 1967، مما يهدد بورسعيد ويضعها تحت رحمة الاحتلال. الإسرائيلي.

وعندما وصلت القوات الإسرائيلية إلى منطقة رأس العش جنوب بورفؤاد، عثرت على قوة مصرية محدودة من قوات الصاعقة يبلغ عددها 30 مقاتلاً مزودين بأسلحة خفيفة، فيما تكون القوة الإسرائيلية مكونة من 10 دبابات تدعمها كتيبة مشاة آلية. القوة في المركبات شبه المجنزرة. وعندما هاجمت قوات الاحتلال قوة الصاعقة المصرية قامت بالرد. قامت بمحاولتها الأخيرة وتشبثت بمواقعها بقوة وتمكنت من تدمير 3 دبابات للعدو. وتفاجأت القوة الإسرائيلية بمقاومة عنيفة من جانب القوات المصرية، وألحقت بها خسائر فادحة في العتاد والأفراد، مما اضطرها إلى التراجع جنوبا.

شهد العمل تولي أنور السادات قيادة مصر، وعبور خط بيرليف، وتدمير إيلات، وهو أول انتصار عربي على إسرائيل وفتح الأمل للفلسطينيين في العودة إلى بلادهم.

محاولة شراء أهل سيناء وتحريضهم ضد مصر بسبب موقفها الداعم لفلسطين

وشهد المسلسل تفاصيل محاولة شراء أهل سيناء وتحريضهم ضد مصر من قبل إسرائيل ودفعهم للمطالبة بالانفصال عن مصر. وكشف الجانب الوثائقي أن موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، التقى بشيخ المجاهدين في سيناء الشيخ سالم الحراش، عندما كان ينتظر إعلان الحراش استقلال سيناء عن مصر. وتفاجأ ديان برفض الحرش طلبهم، وأعلن بقاء سيناء مصرية.

وبينما شهد المسلسل قيام الأمم المتحدة بوضع القضية الفلسطينية على جدول أعمالها بعد 20 عاما من التوقف، دعت منظمة التحرير برئاسة ياسر عرفات للمشاركة في جلساتها، واعتبرت الأمم المتحدة المنظمة ممثل الشعب الفلسطيني، ضمن مكاسب نصر أكتوبر.

“مليحة” مثال

وليس غريباً على مصر أن تكون فلسطين في قلب فنها، فمصر وفلسطين تجمعهما تفاصيل وقصص كثيرة. ولعل تلك العلاقة بين البلدين فقط تتطلب العديد من المسلسلات والأفلام، لكن فلسطين هي قلب الفن المصري قولاً وفعلاً، من خلال العديد من الأعمال، آخرها مسلسل “مليحة”. »، ذلك الخيط الذي التقطته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وأدركت تماماً سرعة الاهتمام بأهمية تقديم مسلسل عن فلسطين والقضية الفلسطينية يعيد تنشيط القضية في ذهن الوطن العربي والعالم، وبين الشباب المتحمسين والشغف الكبير بالقضية، خاصة بعد أن شهدوا ما يحدث في غزة وفي أهلها.

وربما لو علمت قوات الاحتلال أنها ستخلق أعداء جدد وتجدد في نفوس الشعب المصري وشبابه روح الانتقام لإخوانهم في فلسطين، لما فعلت ما تفعله في غزة الآن.

يونايتد يضع على عاتقه مسؤولية تقديم الدراما التوعوية

ولن يغيب الفن المصري أبدا عن فلسطين وقضاياها، فمصر وفلسطين تجمعان حدود ونسب ودم وأرض وشرف، وتتحمل مصر مسؤولية حل القضية الفلسطينية وإعادة الحق إلى أصحابه شعبا وقيادة. وخلال الأشهر الماضية، كان لمصر وشعبها موقف واضح لا هوادة فيه في دعم فلسطين وشعب غزة.

وينسب للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أنها تتحمل دائما مسؤولية تقديم الدراما التوعوية، دراما توضح الحقائق وتروي التاريخ بوثائق محددة لا تقبل الشك، ليقدم مسلسل “مليحة” واحدة من أجمل المسلسلات. مسلسل يعرض في النصف الثاني من شهر رمضان، مسلسل يدحض الحقائق ويرد على الإدعاءات. ويسلط الضوء على دور مصر في دعم القضية الفلسطينية.

ومصر هي الأخت الكبرى الحاضرة دائما

ذكاء مسلسل “مليحة” هو أنه لا يقدم عملا دراميا للتوعية بالقضية الفلسطينية وجذورها وأصولها فحسب، بل يسلط الضوء أيضا على دور مصر الشقيقة الكبرى التي دائما ما تكون حاضرة في كل مكان. تفاصيل القضية الفلسطينية.

واستعرض المسلسل قيادة أنور السادات لمصر، وعبور خط بارليف، وتدمير إيلات، والانتصار في حرب 1973، وهو الانتصار الذي فتح الأمل للفلسطينيين في العودة إلى بلادهم، وهي الحرب التي دفعت الأمم المتحدة إلى لوضع القضية الفلسطينية على جدول أعمالها بعد 20 عاما من التوقف وجعلها تدعو منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات للمشاركة. واعتبرت الأمم المتحدة في جلساتها المنظمة ممثلة للشعب الفلسطيني.

بينما رصد المسلسل دعم الرئيس جمال عبد الناصر لفلسطين وتزويدها بالأسلحة من خلال صفقة الأسلحة المصرية التشيكوسلوفاكية، وهي اتفاقية بين الاتحاد السوفيتي ومصر في سبتمبر 1955، حيث زودت مصر ما قيمته 83 مليون دولار من الأسلحة السوفيتية الحديثة، عبر تشيكوسلوفاكيا، وكانت الصفقة نقطة تحول رئيسية في الحرب الباردة. لقد أثر بشكل كبير على الصراع العربي الإسرائيلي.

بينما رصد المسلسل دور الرئيس جمال عبد الناصر في وقف مجازر سبتمبر الأسود، عندما كلف الرئيس الراحل الفريق محمد أحمد صادق رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الذي بقي داخل السفارة المصرية في العاصمة الأردنية، عمان، لوقف القتال بين الجيش الأردني والقوات الفلسطينية، والذي امتد إلى أكثر من محافظة. أردني.

ووجه ياسر عرفات نداء لقواته لوقف إطلاق النار جاء فيه: “استجابة لدعوة الرئيس جمال عبد الناصر لوقف إطلاق النار، تعلن الثورة الفلسطينية أنها مستعدة لاتخاذ الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق النار حتى يتم وقف إطلاق النار”. ويمكن للفريق محمد صادق أن يقوم بالمهمة التي أوفد من أجلها”.

كذبة كشفها المسلسل

وكشف مسلسل مليحة العديد من الأكاذيب التي يروج لها الاحتلال، خاصة تلك الأقاويل التي تقول إن الفلسطينيين باعوا أرضهم، لكن الجانب الوثائقي أظهر كيف يمارس الاحتلال الضغوط وكيف حصل على فلسطين بالدم، حيث تسبب ذلك في نزوح 2 مليون لاجئ. إلى الأردن، ومليون ونصف لاجئ في غزة من أماكن مختلفة في فلسطين، إبان حرب فلسطين، فيما يروي الجد سامي مغاوري راوي المسلسل أحداث نوفمبر 1956، حيث قتل الاحتلال 450 مدنياً. وفي غزة، حيث أكد الراوي أن الاحتلال أخذ فلسطين بالدم واستمر بالدم.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading