فن ومشاهير

المتحدة تذكر الأجيال الحالية بالمعاناة والمقاومة.. ومليحة يفضح جيش الاحتلال

القاهرة: «رأي الأمة»

ومسلسل مليحة الذي أطلقته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية حافل بكشف تفاصيل فلسطينية عن الأزمة الكبرى. ويروي تاريخ الألم الذي عاناه الشعب المظلوم، الذي تآمرت قوى الشر لنهبه وسلب حقوقه. ويناقش النكبة الكبرى التي مازلنا نعاني منها، والأحداث التي سبقتها.

يتتبع مسلسل مليحة سلسلة الأحداث التي بدأت مع وصول العصابات الصهيونية في تتابعات متعمدة إلى الأراضي الفلسطينية بكثرة على مدار القرن الماضي، حتى حرب فلسطين والنكبة، وما تلاها، عندما خرج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع بحثًا عن اللجوء، ثم ظهور كلمة اللاجئين التي أصبحت أحد العناوين السائدة عند الحديث عن القضية الفلسطينية.

قدم مبدعو العمل ملحمة كبرى تناولت كافة جوانب القضية الكبرى ورصدت الأحداث والشخصيات والتاريخ وحتى جغرافية المكان.

ركز المسلسل على دور القادة، وشدد محتواه على أن الوطن يعيش مع الرموز على لسان الراوي سامي مغاوري الذي يصوغ بصوته مقدمة وثائقية يومية تخلد الحدث، وتعيد نطاقه إلى الذاكرة، وتجدده. الحنين في نفوس المشاهدين، ويثير دوافع الحنين إلى الماضي، إذ عاشت الجماهير حقبة أخرى ورسمتها مفاهيم مختلفة. وذكر فورد ما حدث في مرحلة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

كما أشار المسلسل إلى دور الزعيم الراحل في حل المشاكل العالقة بين الإخوة، ومنها ما حدث في أحداث سبتمبر الأسود التي وقعت عام 1970، وتدخل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لحل الأزمة من خلال رئاسته. مناقشات فعالة مع الملك الحسين ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات.

ويؤرخ المسلسل الفترة التاريخية بين نكبة 1948 و1970. وكان الزعيم جمال عبد الناصر الرمز الأكثر حضورا في تلك الفترة، خاصة بسبب تأثيره وقدرته على تحريك الأمور وحل الصراعات.

والزعيم الآخر هو الرئيس أنور السادات، بطل الحرب والسلام، الذي كان بطل المرحلة القادمة. واستعرض الراوي حرب 1973 ودورها الكبير في تغيير موازين القوى في المنطقة، وكذلك تغيير قواعد اللعبة بشكل كامل على المستوى السياسي والاستراتيجي، وصولاً إلى اتفاق السلام.

وكان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ضيفا على الراوي، بدءا من مشهد تأسيس منظمة التحرير، مرورا باعتراف الأمم المتحدة بها ممثلا للشعب الفلسطيني، وصولا إلى خطابه الشهير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. عام 1974 عندما قال جملته الشهيرة: “في يد بندقية وفي اليد الأخرى غصن زيتون، فلا تكسروا الغصن الأخضر في يدي، كيف قال أبو عمار هذا التعبير الأدبي العذب، كيف صار رمزًا للكلام، وما الذي جعل غصن الزيتون ينبت على رأسه؟ لكن ما رسخ تلك الذكرى في أذهان المشاهدين هو دقة الكلمة وتعبيرها الذي يتخطى الزمان والمكان.

الرمز الآخر الذي تناولته الأحداث أيضاً، هو رمز من عالم الأدب، وهو الروائي الكبير الراحل غسان كنفاني الذي اغتالته الأيدي الصهيونية عام 1972. ولم يتركوا مؤلف رواية “رجال في الشمس” دون حطام سيارته على وجهه.

المرة الأخرى

المسلسل يعيد كتابة الزمن. وبمجرد ظهور اللقطات الوثائقية، يرى الجمهور مشاهد لم يشاهدها معظمهم. لكن اللقطات التي تظهر خروج الفلسطينيين من منازلهم كانت مؤثرة للغاية. عندما ترى هؤلاء الإخوة العرب العزل على الطرقات، يكافحون الغبار والأمطار والعواصف من أجل الوصول إلى ملاذ آمن، ستشعر بإحساس… مختلف.

الصورة لها سحر مختلف. بمجرد رؤيته، تصدقه. بمجرد أن تصدق ذلك، تستقر على ما رأيته، وتتذكر وتعيد النظر في حساباتك السابقة فيما يتعلق بالتاريخ والجغرافيا.

وهناك مقاطع مهمة أبرزها سلسلة خطابات عبد الناصر في زمن التأميم، وخطاب أبو عمار في الأمم المتحدة، ومشاهد من الحروب التي خاضتها مصر إلى جانب أشقائها العرب، بما في ذلك العدوان الثلاثي وحرب 1973، بينهما كانت نكسة 1967.

مجازر ودمار

ومن المجازر التي أبرزها الجزء الوثائقي من السلسلة مجزرة خان يونس التي وقعت عام 1956 وأودت بحياة أكثر من 250 فلسطينيا. فماذا ضاع في الأحداث وماذا بقي؟ فماذا فعلت الأمم المتحدة تجاه هذه الأحداث التي لم تتوقف البيانات عن إدانتها رغم أنها لم تستجب لمستواها الأصلي؟

الصورة التي ظهرت أبرزت أن الوثيقة هي ما يبقى في عقول وأرواح الناس. لا شيء يتحدث بصوت أعلى من صوت الوثيقة، وما حدث لا يمكن إنكاره. وإذا لم يأخذ الشعب الفلسطيني العدالة حينها، فستبقى الصورة في أذهان العرب والفلسطينيين ما حيوا، وهذا ما يبرز بقوة في مشهد استشهاد محمد. جمال الدرة على يد قوات الاحتلال في الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، وهو المشهد الذي حدث على مدى 24 عاما ونقلته وكالات الأنباء العالمية. لقد أصبح شوكة في ضمير العالم لا يمكن إزالتها من جسده ليتعافى من وخز الضمير.

مجزرة صبرا وشاتيلا كانت حاضرة أيضا في المشهد، وهنا قال الراوي إنها المرة الأولى التي تدخل فيها إسرائيل عاصمة عربية، بيروت، في الحدث الجلل الذي حدث عام 1982. وقفت قوات الاحتلال لإشعال نيران الفتنة حتى وقع المحرم، وتسللت البنادق والأسلحة إلى المعسكرات لقتل الأبرياء.

وهناك أيضاً مجزرة المسجد الإبراهيمي. وبحسب الهيئة الوطنية للإعلام، فإن المجزرة وقعت يوم الجمعة 25 فبراير 1994، الموافق الخامس عشر من رمضان، عندما نفذ المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين مجزرة عندما دخل الحرم الإبراهيمي وفتح النار على المصلين.

ووقف غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد وانتظر حتى يسجد المصلون، وفتح النار عليهم وهم سجدين. وفي الوقت نفسه ساعده آخرون في تحميل الذخيرة، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين وأعناقهم وظهورهم.

وأغلق جنود الاحتلال الإسرائيلي المتواجدون في المسجد أبواب المسجد لمنع خروج المصلين، كما منعوا القادمين من خارج المسجد من الوصول إلى ساحته لإسعاف الجرحى.

وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع الشهداء، ما رفع العدد إلى 50 شهيداً.

وفي اليوم نفسه، تصاعدت حدة التوتر في مدينة الخليل وقراها، وكافة المدن الفلسطينية، وارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة المواجهات مع جنود الاحتلال إلى 60 شهيداً ومئات الجرحى.

الاعتداء على المقدسات

الاعتداءات على المقدسات ما زالت تثير الثورات، وشارون قال لدى وصوله إلى المسجد الأقصى إن الهيكل بين أيدينا الآن، في إشارة منه إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، وهو ما أثار الثورة وأخذت الثوار إلى أبعد نقطة، فحدثت الانتفاضة الثانية، التي وإن اختلفت عن سابقتها الأولى، إلا أنها جعلت الفصائل الفلسطينية تعبر عن تشكيل جديد واستراتيجيات مختلفة، وفي قلب ذلك أن فكرة الاعتداء على المقدسات أمر لا يمكن القبول به.

السجناء الفلسطينيين

وكان عدد الأسرى الفلسطينيين عند توقيع اتفاق القاهرة – غزة – أريحا نحو “10500” أسير فلسطيني. ونصت المادة 20 على أن تفرج إسرائيل أو تسلم للسلطة الفلسطينية، خلال مدة خمسة أسابيع، نحو “5000” معتقل وأسير فلسطيني من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة. سيكون للأشخاص الذين سيتم إطلاق سراحهم الحرية في العودة إلى منازلهم في أي مكان في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وسيكون الأسرى الذين يتم تسليمهم إلى السلطة الفلسطينية ملزمين بالبقاء في قطاع غزة أو منطقة أريحا لمدة بقية عقوبتهم.

وبحسب وكالة وفا الفلسطينية، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن “4450” معتقلا، أفرجت عن “550” منهم إلى مدينة أريحا. ولم تلتزم إسرائيل بالإفراج عن العدد المتفق عليه، وأجبرت المفرج عنهم على التوقيع على وثيقة تعهد، وهو ما يعتبر انتهاكا واضحا للاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تمنح الفرد حرية الرأي. الفكر السياسي والمعتقد، وخاصة المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على أن لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading