مصر

وزارة الأوقاف: أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟! موضوع خطبة الجمعة القادم

القاهرة: «رأي الأمة»

حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة المقبلة 30 أغسطس 2024م بعنوان: أأنت مُغرٍ يا معاذ؟!

وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف الذي ستوصله هذه الخطبة لجمهور المسجد يهدف إلى توجيه وعي جمهور المسجد للتحصين ضد التطرف والتعصب بكل أشكاله، وبيان خطورة التطرف والتعصب، وأن الغرور والكبر بذور الإرهاب، مع توضيح مكانة معاذ بن جبل رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوضيح سبب غضب الرسول صلى الله عليه وسلم من معاذ بن جبل رضي الله عنه.

وفيما يلي نص خطبة الجمعة:

هل أنت مغوية يا معاذ؟!

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماوات والأرض وملء ما شاء ربنا بعد ذلك، نحمدك ربنا حمداً يليق بعظمة ربوبيتك، ونثني عليك حمداً يليق بكمال ربوبيتك، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا وتاجنا وفخرنا محمد عبده ورسوله شرح صدره ورفع قدره وأكرمنا به وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
هذا الصحابي الجليل الذي خصه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بفضيلة عظيمة خاصة، حيث أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ذات يوم وأقسم له بالله أنه يحبه، وقال له: (يا معاذ والله إني لأحبك)، ومع ذلك نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في موقف آخر يخاطبه رضي الله عنه بلفظ قاسٍ شديد، فقال له بصرامة: (أنت فاتن يا معاذ؟!).
فماذا فعل معاذ بن جبل رضي الله عنه حتى غضب عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له رضي الله عنه هذا الكلام القاسي؟
المسألة أن راعي إبل رجع من يوم شاق مرهق ليصلي العشاء خلف سيدنا معاذ رضي الله عنه، فوجد معاذ يقرأ في الصلاة سورة البقرة، فلم يستطع الرجل أن يكمل تلك الصلاة الطويلة، فاعتزل ودعا لنفسه ثم انصرف، فبلغه أن معاذ رضي الله عنه قد عابه وقال عنه: لقد أصبح الرجل منافقاً، فشكا الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً وقال: يا رسول الله نحن قوم نعمل بأيدينا ونسقي ماءنا بإبلنا، فصلى بنا معاذ الليلة فقرأ سورة البقرة، فقطعت صلاتي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ـ وكان من أحب الصحابة إليه ـ: يا معاذ! أفتن أنت؟ يا معاذ هل أنت مفتعل؟ يا معاذ هل أنت مفتعل؟” لماذا لا تصلي بـ “سبح اسم ربك” و”والشمس وضحاها” و”والليل إذا يغشى” لأن الكبير والضعيف والمحتاج يصلي خلفك!
وفي موقف آخر غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً، إذ جاءه رجل صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله، إني قد تأخرت عن صلاة الصبح لأن فلاناً يطيلها علينا. قال راوي الحديث: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رأيته غضباً قط أكثر مما غضب في موقف، فقال يومئذ: يا أيها الناس، إن منكم منافقون! فمن أم الناس فليعتدل، فإن خلفه الضعيف والشيخ الكبير وذو الحاجة!
لقد كان صلى الله عليه وسلم يهتم بأمته اهتمام الأب بأبنائه، ويريد أن يزيل الخطر من جذوره!
تعالوا معي نتخيل معاً هذا الخطر الذي أغضب النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منه أمته، تصوروا معي أن الإنسان يتشدد في دينه، ويتطرف فيه، ويغرق في نفسه، وفي تلك الأثناء تغيب عنه كل معاني الرحمة واليسر والسعة في الشريعة!
إنها الذات! إنها الأنا! إنها الكبرياء الذي يغلفه مظهر وهمي من مظاهر التدين. إنها العاطفة التي تجعل صاحبها متهوراً في باطنه، متديناً في ظاهره!
إذا ابتلي الإنسان بمثل هذا فإنه يغرق في بحر الظلمات، وينقطع عن أنوار الشريعة، وينظر إلى الناس من حوله ويقارنهم بحالته، فيستخف بهم ويحتقرهم، ويكون غليظ القلب معهم، ويظن أنه أفضل منهم، ويصاب بمرض إبليس الذي قال: {أنا خير منه}، وإذا نفذ صبره غضب الناس على هذا الشخص وغضبوا عليه، فيزداد عنفا وقسوة عليهم، لأنه يتصور أنهم معادون للدين، ولكنهم في الحقيقة لا يطيقون الشدة!
ويتطور الأمر فيعتدي هذا الشخص على الناس ويتهمهم بالكفر، وينتهي الأمر بحمل السلاح ضدهم، وبذلك يولد الإرهاب!
*
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. والآن:
ومن أغرب الأمور أن الإرهاب يبدأ بمظهر التدين والعبادة، ولكن ظلام الأنا والغرور عزل هذا التدين عن أنوار الشريعة وأخلاقها وآدابها، ولذلك غضب النبي صلى الله عليه وسلم على هذا التطرف، رغم أنه في ظاهره تدين.
أيها السادة، احذروا أي تطرف أو تعصب في دين الله، فيدفع صاحبه إلى الانجراف نحو الإرهاب دون أن يدري، ومن الغريب أن يظن في نفسه أنه على حق، لأنه يتظاهر بالتدين ظاهراً، ويتجاهل سعة الباطن ورحمته.
كل هذا يفسر لنا شدة غضب الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الموقف، فلم نر أحداً أشد غضباً منه في ذلك اليوم، أراد صلى الله عليه وسلم أن يحمي أمته من الخطر، أراد صلى الله عليه وسلم أن يحمي أمته من التطرف، أراد صلى الله عليه وسلم أن يحمي أمته من الإرهاب، أراد صلى الله عليه وسلم أن… كن متديناً، فبدينك يصبح الإنسان أكثر ليناً ورحمة ولطفاً وسعة صدر وعفواً، وأكثر تسامحاً واحتراماً للناس، يقول الله تعالى: {وَمِمَّا رَحْمَةٌ مِّنَ اللَّهِ لَنَتُّمْ بِهِمْ وَلَوْ كُنْتُمْ فَظَّافِينَ لَعَلَّكُمْ تَعْلَمُونَ}[النور: 11].[in speech]وقساة القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين[upon Him]}.
اللهم فقهنا في دينك، واستنارتنا بوحيك، واجعلنا من المصلحين.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading