مكتبة الإسكندرية تناقش "مستقبل النظام الإقليمى العربى" فى ندوة بمركز توثيق التراث

نظمت مكتبة الإسكندرية اليوم، من خلال مركز الدراسات الاستراتيجية لقطاع البحث الأكاديمي، ندوة بعنوان: “مستقبل النظام الإقليمي العربي” والتي تمتد على مدار يومين 25-26 ديسمبر بمقر المركز مقر مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بالقرية الذكية بالقاهرة بمشاركة الدكتور أحمد زايد. مدير مكتبة الإسكندرية والسفير محمد وجيه حجازي؛ نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير علاء التميمي؛ مدير إدارة الدراسات الإستراتيجية بجامعة الدول العربية، وعدد من الشخصيات الفكرية والثقافية والخبراء والمتخصصين، وعدد من قيادات مكتبة الإسكندرية.

بدأت فعاليات اليوم الأول للندوة بكلمات افتتاحية للدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والمفكر السياسي الدكتور علي الدين هلال، واللواء أحمد الشربيني؛ مستشار مركز الدراسات الإستراتيجية بمكتبة الإسكندرية. وأكد الدكتور أحمد زايد علي خلال كلمته أننا أمام ما يمكن اعتباره موضوعاً الساعة، خاصة في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها سوريا، حيث يواجه النظام الإقليمي العربي تحديات غير مسبوقة، خلال حياة هذا النظام الذي تمتد لأكثر من 75 عاماً.

قال اللواء الدكتور أحمد الشربيني، إن التطورات الأخيرة في سوريا وضعت النظام العربي تحت ضغوط غير مسبوقة. وأضاف أن انهيار النظام السوري ومعه الجيش الوطني خلق فراغاً تسعى عدة قوى إلى ملئه من خلال عدة مشاريع، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيعيد توزيع موازين القوى في المنطقة، ومن هنا تأتي أهمية إن استدعاء التاريخ يظهر في مثل هذه المراحل الحرجة. وأكد أننا بحاجة إلى بدائل للحفاظ على هذا النظام الإقليمي العربي أو الحد الأدنى منه.

وقال الدكتور علي الدين هلال إن مفهوم النظام الإقليمي ظهر لأول مرة عام 1970 وعرف في الوطن العربي لأول مرة عام 1979. وأكد أننا بحاجة إلى إيجاد أجوبة لكثير من الأسئلة منها: لماذا تتطور الأنظمة الإقليمية ولماذا تفشل غيرها، وما هو مستقبل الأنظمة الإقليمية في ظل نظام العولمة.

وأكد الدكتور محمود عزت خلال تقديمه للندوة: أن مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بمكتبة الإسكندرية أكد على أهمية الندوة في ظل التحولات الجذرية والمتسارعة التي يشهدها العالم والتي ألقت بظلالها على العالم. المنطقة العربية وأثارت العديد من التساؤلات حول مستقبل النظام الإقليمي العربي.

وعقدت الجلسة الأولى للندوة تحت عنوان “النظام الإقليمي العربي: رؤية نقدية”، تحدث خلالها الدكتور إبراهيم عوض عن “الأنظمة الإقليمية في العالم”. وأشار في مداخلته إلى أنه لا يوجد اتفاق على مفهوم واحد ومحدد للمنطقة، مبينا أن الدول النامية ترى في الأنظمة الإقليمية فرصة لمواجهة النظام العالمي. وقال إنه بينما نجح الاتحاد الأوروبي وتطور، رغم أنه كان مكونا من دول تتقاتل فيما بينها، إلا أنها رأت في الاتحاد ضرورة، في حين فشل النظام الإقليمي العربي لأنه لم يتبع نفس النهج. ويكفي أن نعرف أن ميزانية الاتحاد الأوروبي تصل إلى 288 مليار دولار. دولار سنوياً، يأتي من الجمارك وضريبة القيمة المضافة للدول الأعضاء، بالإضافة إلى الاشتراكات.

وتابع الدكتور عبد المنعم سعيد قائلا إن المنطقة العربية عانت نتيجة ما يسمى بثورات الربيع العربي، فنحن أمام جيل جديد يعتقد أن كل الأنظمة العربية أصبحت باطلة، ولكن لم يكن لديها رؤية أو المشروع لما يلي، وجاءت تطورات 7 أكتوبر لتفجر الوضع الإقليمي العربي. ويواجه تحديات داخلية وخارجية.

وتحدث الدكتور حسنين توفيق عن أزمة الدولة القومية العربية، وقال إن أزمة المنطقة العربية تتجلى في أن هناك 7 دول عربية إما ممزقة أو فاشلة أو هشة. وقال إن ملامح الأزمة بدأت في فترة الاستعمار، لكنها تفاقمت لدى النخب العربية بعد ذلك.

قال الدكتور محمد صافي الدين خربوش إننا أمام نظام فوضوي، وهذا الوضع سيستمر في المستقبل المنظور، مشيراً إلى أنه لا يمكن إعادة تشكيل الجيش السوري من الميليشيات المسلحة لأن ذلك يتناقض مع فكرة الوطني جيش.

وتحدث الدكتور جمال عبد الجواد عن أزمة “العلاقات العربية العربية” وقال إننا نعيش مرحلة ضعفت فيها مفاهيم الهوية العربية، ومن ملامح ذلك أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة مرحلة الضعف، والتساؤل عن وجود هوية جديدة قد تحل محل الهوية العربية. كما عرض الدكتور محمد زايد رؤيته للدول المؤهلة لقيادة المنطقة خلال الفترة المقبلة.

وناقشت الجلسة الثانية: المشاريع المقترحة إقليميا لمستقبل المنطقة وطرق تفكير الجيران حول المنطقة. وناقش الدكتور محمد عباس ناجي فلسفة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، مشيراً إلى أن خامنئي قال قبل سنوات إننا نقاتل أعداء داخل سوريا حتى لا نضطر إلى قتالهم داخل طهران. وأضافت الدكتورة شيماء ماجد أن تدخلات تركيا المتكررة أظهرت هشاشة النظام الإقليمي العربي وعدم قدرته على اتخاذ القرارات.