الدجاجة أم البيضة؟.. علماء يحسمون الجدل الذي حير العالم لعقود

كشف فريق بحثي من جامعة جنيف عن إجابة لسؤال طال النقاش حوله: “أيهما جاء أولاً، الدجاجة أم البيضة؟”

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن البيضة ذات القشرة الصلبة سبقت ظهور الدجاجة بآلاف السنين، وذلك بحسب الأدلة العلمية والحفريات القديمة التي تمت دراستها.
تشير الدراسات المنشورة في مجلة Nature إلى أن البيضة الصلبة ظهرت لأول مرة في العصر الكربوني، قبل حوالي 300 مليون سنة، عندما طورت الزواحف الأولى هذه القشرة لحماية الأجنة من الجفاف، مما سمح لها بالعيش والتكاثر في البيئات الأرضية بعيدا عن الماء.

كان هذا الابتكار التطوري خطوة كبيرة نحو نقل الحياة من البيئة المائية إلى البيئة الأرضية، حيث وفرت القشرة الصلبة للأجنة بيئة مغلقة وآمنة للنمو خارج الماء.
كما أظهرت دراسة أخرى من مجلة مورفولوجي أن البيضة الصلبة لعبت دورا هاما في تطور الكائنات البرية، حيث أتاحت للفقاريات القدرة على التكاثر والنمو في الظروف الجافة، مما أدى إلى ظهور مجموعة جديدة من الكائنات الحية. التي لم تعد تعتمد على الماء للبقاء على قيد الحياة. .

وبدون هذا التكيف، لم تكن الزواحف، وهي أسلاف الطيور، قادرة على العيش على الأرض والاستمرار في التطور.
ودعمت دراسة حديثة من جامعة كولومبيا هذه الفرضية، حيث أظهرت أن البيضة الصلبة ظهرت مع تحسن الظروف البيئية وارتفاع مستويات الأكسجين على الأرض، مما ساعد على توفير بيئة مناسبة لتطور الكائنات البرية.

ونتيجة لهذا التكيف أصبحت البويضة حلاً طبيعياً لحماية الأجنة وتزويدها بالعناصر الغذائية اللازمة لنموها خارج الماء.
وفي تصريح لمجلة Nature، قالت الباحثة مارين أوليفيتا من قسم الكيمياء الحيوية بجامعة جنيف، إن الاكتشافات التي تم جمعها من الخلايا القديمة أحادية الخلية التي تطورت إلى مستعمرات متعددة الخلايا توضح كيف خلقت الطبيعة البيضة الصلبة قبل ظهور الطيور الحديثة. بما في ذلك الدجاج، منذ حوالي 10000 سنة. عام فقط.
وهكذا اعتمد العلماء على أدلة قوية تؤكد أن البيضة كانت موجودة قبل الدجاجة بوقت طويل، مما يوفر حلا علميا للغز التطوري والفلسفي الذي شغل عقول البشر طويلا.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .