منوعات

زرع البراز كلمة السر.. نتائج واعدة لـ علاج مرض باركنسون

كتبت/ زيزي عبد الغفار

تظهر عملية زرع البراز نتائج واعدة لتحسين الأعراض والمساهمة في علاج مرض باركنسون الذي يصيب عددا كبيرا من الأشخاص حول العالم.. فكيف يتم ذلك؟

مرض باركنسون

مرض باركنسون (PD) هو مرض تنكس عصبي شائع يصيب الملايين في جميع أنحاء العالم.

ويتزايد انتشار مرض باركنسون بسرعة بسبب عوامل مثل استخدام المبيدات الحشرية وشيخوخة السكان.

تشمل أعراض المرض كلا من الأعراض الحركية وغير الحركية.

الأعراض الحركية، مثل مشاكل التوازن، والتيبس، والرعشة المميزة، هي الأكثر شهرة وهي دائمًا سبب التشخيص النهائي.

ومع ذلك، فإن الأعراض غير الحركية، مثل فقدان حاسة الشم، والإمساك، واضطرابات نوم حركة العين السريعة، غالبًا ما تتطور لمدة تصل إلى 20 عامًا قبل التشخيص لدى عدد كبير من الأشخاص المصابين بالمرض.

الآن، أظهرت دراسة سريرية رائدة أجراها باحثون في مستشفى جامعة جينت، VIB، وجامعة جينت إمكانية زرع الكائنات الحية الدقيقة البرازية (FMT) لتحسين الأعراض لدى المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون.

تقدم الأبحاث المنشورة في eClinicalMedicine أدلة واعدة على أن الكائنات الحية الدقيقة البرازية يمكن أن يكون علاجًا جديدًا قيمًا لهذا الاضطراب المنهك.

دور الميكروبيوم

في مرض باركنسون، يتفكك بروتين يسمى ألفا سينوكلين ويتكتل معًا، ثم تؤدي هذه الكتل إلى إتلاف الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ، مما يؤدي إلى أعراض مرض باركنسون النموذجية.

غالبًا ما يكون للعلاجات الحالية، وخاصة الأدوية التي تحل محل الدوبامين، آثار جانبية وتفقد فعاليتها بمرور الوقت.

ويعتقد أن كتل البروتين تتشكل في جدار الأمعاء في مرحلة مبكرة جدًا من المرض، ومن ثم تصل إلى خلايا الدماغ عبر العصب المبهم، الذي يربط الأمعاء بالدماغ. يمكن أن تتأثر هذه العملية ببكتيريا الأمعاء.

في الواقع، تشير الأبحاث الناشئة إلى وجود صلة مفاجئة بين مرض باركنسون وميكروبيوم الأمعاء، وهو تريليونات البكتيريا الموجودة في أمعائنا.

غالبًا ما يعاني المرضى المصابون بمرض باركنسون من ميكروبيوم أمعاء متغير مقارنةً بالأفراد الأصحاء، وغالبًا ما يظهرون المزيد من الالتهابات (الأمعاء) وخلل في الحاجز المعوي.

لهذا السبب، انضم قسم طب الأعصاب في مستشفى جينت الجامعي (UZ Gent)، بقيادة البروفيسور باتريك سانتينز، إلى البروفيسور ديبي لوكينز من جامعة جينت وفريق البروفيسور روزمارين فاندنبروك في مركز VIB-UGent لأبحاث الالتهاب.

أراد الفريق التحقق مما إذا كانت عملية زرع الكائنات الحية الدقيقة البرازية (FMT) مع بكتيريا الأمعاء السليمة من متبرع يمكن أن يكون لها تأثير كبير على تطور أعراض مرض باركنسون على مدار عام واحد.

أظهرت الدراسة السريرية أنه بعد 12 شهرًا، أظهرت المجموعة المعالجة بفعالية تحسنًا أكبر بكثير في الأعراض الحركية مقارنة بالمجموعة التي تلقت العلاج الوهمي.

من الأنف إلى الأمعاء الدقيقة

قامت الدراسة السريرية، التي تحمل اسم GUT-PARFECT، بتجنيد مشاركين يعانون من مرض باركنسون في مرحلة مبكرة ومتبرعين أصحاء تبرعوا ببرازهم إلى Gentse Stoelgangbank.

تلقى جميع المشاركين المصابين بمرض باركنسون البراز من خلال أنبوب تم إدخاله عبر الأنف ووصل إلى الأمعاء الدقيقة لتوصيل الخليط مباشرة إلى هناك.

وقال الدكتور أرنوت بروجمان، الباحث في VIB-UGent-UZ Gent، والمؤلف الأول للدراسة: «نتائجنا مشجعة حقًا، بعد اثني عشر شهرًا، أظهر المشاركون الذين تلقوا عملية زرع البراز من متبرع سليم تحسنًا ملحوظًا في درجاتهم الحركية، وهو المقياس الأكثر أهمية لأعراض مرض باركنسون».

أصبح التحسن في الأعراض الحركية أكثر وضوحًا بين الشهر السادس والثاني عشر بعد عملية الزرع، مما يشير إلى تأثير محتمل طويل الأمد.

بالإضافة إلى ذلك، كان المشاركون أقل عرضة للإمساك، وهو عرض متكرر ومزعج للعديد من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون.

هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان هذا العلاج يبطئ أيضًا تطور المرض.

وتعد هذه الدراسة خطوة مهمة إلى الأمام في البحث عن خيارات علاجية جديدة لمرض باركنسون.
 

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: خليجيون 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading