تقارير

من السويس إلى الرياض.. 16 زيارة تاريخية بين رؤساء أمريكا وملوك السعودية

في مشهد دبلوماسي عابر للأزمنة والحدود، شكلت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية أحد أعمدة السياسة الدولية في الشرق الأوسط. وعلى مدار العقود، تبادل زعماء البلدين الزيارات الرسمية التي لم تكن فقط تعبيرًا عن التحالف الاستراتيجي، بل أيضًا محطات مفصلية في ملفات النفط والأمن الإقليمي والتوازنات الجيوسياسية.

وبحسب تتبع تاريخي للزيارات الرسمية المتبادلة، بلغ عدد اللقاءات التي جمعت رؤساء أمريكا وملوك السعودية 16 زيارة، بدأت أولها في السويس عام 1945، عندما التقى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت بالملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة، على متن الطراد الأمريكي “كوينسي” في البحيرات المرة، عقب مؤتمر يالطا في نهاية الحرب العالمية الثانية.

لقاء السويس.. تحالف التأسيس

في 14 فبراير 1945، جلس الملك عبدالعزيز مع الرئيس روزفلت في أول لقاء مباشر بين زعيم عربي ورئيس أمريكي، واضعين حجر الأساس لتحالف غير مكتوب قائم على النفط مقابل الأمن، ظل يحكم العلاقات لعقود. اللقاء الذي تم في مياه قناة السويس اعتُبر آنذاك نقطة تحول كبرى، خصوصًا أن واشنطن كانت تبحث عن بدائل نفطية لبريطانيا، فيما احتاجت المملكة إلى شريك ضامن لأمنها واستقرارها.

الزيارات تتوالى.. والأهداف تتغير

منذ ذلك اللقاء التاريخي، توالت الزيارات بين العاصمتين، حاملة في كل مرة أجندة تعكس تطورات الإقليم والعالم. فبينما ركزت زيارات السبعينيات والثمانينيات على النفط وأمن الخليج، جاءت زيارات التسعينيات وما بعدها محملة بملفات مكافحة الإرهاب، والحرب في العراق، وأزمات المنطقة، والتعاون في الطاقة والتكنولوجيا.

من أبرز هذه الزيارات:

  • زيارة الملك فيصل لواشنطن عام 1966 ولقاؤه بالرئيس ليندون جونسون.

  • زيارة الملك فهد للرئيس ريغان عام 1985 وسط تصاعد الحرب الباردة.

  • لقاء الملك عبدالله بالرئيس جورج بوش الابن بعد أحداث 11 سبتمبر.

  • زيارة الملك سلمان للرئيس باراك أوباما عام 2015.

ترامب وبايدن.. رسائل متباينة

كان الرئيس دونالد ترامب أول رئيس أمريكي يختار الرياض كأولى محطاته الخارجية في ولايته، في مايو 2017، حيث شارك في “القمة العربية الإسلامية الأمريكية”، في إشارة واضحة إلى أولوية السعودية في سياسته الإقليمية. في المقابل، جاءت علاقة خلفه جو بايدن أكثر فتورًا، على خلفية قضايا حقوق الإنسان، قبل أن يزور جدة في يوليو 2022 في إطار ترتيب ملف الطاقة والتحالفات بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

شراكة استراتيجية رغم التحديات

رغم الخلافات العرضية في ملفات مثل حقوق الإنسان، أو الموقف من إيران، ظل التحالف بين الرياض وواشنطن قائمًا على المصالح الاستراتيجية المتبادلة. السعودية، أكبر مصدر للنفط في “أوبك”، تلعب دورًا محوريًا في استقرار أسواق الطاقة، فيما توفر الولايات المتحدة المظلة الأمنية الكبرى في الخليج.

زر الذهاب إلى الأعلى