تقارير

"دكتاتورية الجهل" بين الحق في الرأي وضرورة التعلم

القاهرة: «رأي الأمة»

في عصر المعلومات وسهولة الوصول إلى البيانات، يستطيع الجميع التعبير عن آرائهم حول مختلف القضايا بمجرد نقرات قليلة على لوحة المفاتيح. لكن هل هذا الواقع يعطينا الحق في الجدال حول ما لا نملك المعرفة الكافية عنه؟ ما هو تأثير هذه السلوكيات على المناقشات العامة وصنع القرار؟

وترجع جذور المشكلة إلى ثقافة “الرأي للجميع” التي تشجع على التعبير عن الآراء بغض النظر عن عمق الفهم أو مدى المعرفة. ويؤدي هذا النهج إلى ما يعرف بـ “ديكتاتورية الجهل”، حيث يتردد صدى الأفكار التي لا أساس لها من الصحة مثلما يتردد صدى الأفكار الموثقة والمدروسة.

“الإعلام لا يصنع الحدث”
نحن لسنا في عصر غوبلز، ولكل وقت آذان. ونفذ أمره بالحرف: فكذبت ليسمعك الناس. عدم الاستجابة ليس ضعفاً، بل اتباعاً لقوله تعالى: “وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً” صدق الله العظيم.
إن الجدال حول ما لا نعرفه يمكن أن يربك المناقشات العامة ويؤدي إلى قرارات غير مستنيرة. على سبيل المثال، في المناقشات المتعلقة بالصحة العامة، قد تؤدي المعلومات التي لا تستند إلى معرفة فعلية وليس مجرد تكهنات حول اللقاحات أو الأدوية إلى تردد الجمهور أو رفض التدابير الصحية الموصى بها.

علاوة على ذلك، يُظهر التاريخ كيف يمكن للجدال حول ما لا نعرفه أن يعيق التقدم العلمي والتكنولوجي. لنأخذ على سبيل المثال الجدل الدائر حول علم الفلك في العصور الوسطى، حيث أعاقت الآراء والأيديولوجية الشعبية قبول النظريات العلمية الجديدة.

لتعزيز جودة النقاش العام وتحسين عملية صنع القرار، من الضروري أن يتحمل كل واحد منا مسؤولية التحقق من الحقائق والتحقق من المعلومات قبل التعبير عن الرأي.

نعم، تعد وسائل التواصل الاجتماعي من أهم منصات التعبير عن الآراء، كما أنها أحد الأسباب الرئيسية لانتشار “الشعبوية”، لكنها لا تتمتع بالمصداقية والاحترافية وتحليل المحتوى والتأثير الذي تتمتع به وسائل الإعلام التقليدية. لديه. صحيح أن تويتر أصبح مصدراً مهماً للأخبار، إلا أن التحليل والتقصي والتتبع وقراءة عواقبه لا يزال هذا الخبر يتداول في الصحف والقنوات الفضائية.
أعتقد أن العمل على التعليم الذاتي يجب أن يكون واجبا مستمرا على كل مواطن، مع الإيمان بأن العلم والمعرفة هما الوسيلة الأكثر فعالية لإثراء المناقشات والوصول إلى القرارات الحكيمة.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: خليجيون 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading