حوادث

"غرائب القضايا".. الجانى مجنى عليه.. قتل صديق عمره بسبب خيانة الزوجة

القاهرة: «رأي الأمة»

حالات غريبة حدثت وأثارت جدلاً تحول فيها القاتل إلى بريء، والجاني إلى ضحية، ألغاز كشفتها التحقيقات، وأزاحتها دفاعات المحامين في الساحات. ويعرض اليوم السابع، على مدار 30 حلقة خلال شهر رمضان المبارك، أبرز هذه الحالات وحقائقها المثيرة.

هذه الحلقة يرويها المستشار بهاء الدين أبو شقة في كتابه “أغرب الحالات”…

وكانت تربطهما صداقة طويلة منذ الطفولة. وكانا في نفس العمر وكانا من قرية صغيرة في صعيد مصر. والشيء الوحيد الذي جعل كل منهما مختلفا عن الآخر هو أن الأول ينحدر من عائلة عريقة كانت تمتلك كل الأراضي الزراعية المحيطة بالقرية، بينما الثاني ابن مزارع فقير كان يعمل عاملا في إحدى القرى. من الحقول المملوكة للأول.

ورغم أن الفارق الاجتماعي بينهما كان كبيرا، إلا أن الحب والمودة والإخلاص جمعهما معا. قلوبهم الخضراء النقية أذابت جليد الفوارق الاجتماعية. ويأخذ ابن الفقير مكانه في «كرتا» إلى جانب ابن الذاري. ومنذ المراحل التعليمية الأولى، مروا بالصفوف جنبًا إلى جنب حتى وصلوا إلى المرحلة الثانوية. وانتقلوا إلى عاصمة المنطقة والتحقوا بكلية الزراعة حتى حصل كل منهم على درجة البكالوريوس.

لم يكن الشاب الغني بحاجة إلى الوظيفة حيث كانت ممتلكات والده وأراضيه تكفيه، لكن الشاب الفقير سرعان ما ترك الوظيفة استجابة لرغبة صديقه الثري في العمل معه في إدارة مزارعه والمشاركة مع له في مشاريعه في تربية العجول والدواجن والأغنام ومصنع الألبان. وبإخلاصه وجهوده وتفانيه في العمل استطاع أن يضاعف ثروة صديقه.

ومرت الأيام بينهما من نجاح إلى نجاح… ومن تقدم إلى تقدم… وتوسعت أنشطتهما الزراعية والصناعية حتى أصبحت موضع إعجاب واحترام وتقدير الجميع… وأكثر ما أثار إعجاب القريب والبعيد منهم كان الحب الذي يجمعهم والإخلاص والتفاني… كل منهم كان كظل الآخر يقرأ أفكاره من أول نظرة في عينيه… ويتعرف على باطنيته من ملامح وجهه … كانوا روحاً واحدة، وفكراً واحداً، وأملاً واحداً متصلاً، كلهم ​​مجتمعين في جسدين.

وفي أحد الأيام قرر الصديق الغني أن يكمل نصف دينه. احتضن صديق عمره ونقل له الأخبار السعيدة. وكان أول من نقل له هذه البشرى السارة.

فأخذ بيد صديقه وقدمه إلى عروسه قائلاً لها: إنها تعرف عنك كل شيء. تحدث معها عن كل تفاصيل حياتهما، كبيرة وصغيرة، لدرجة أنه بدا له من كثرة حديثه عنه أنه يتحدث عن نفسه. كان حبه له، وإعجابه بنشاطه وعمله، وثقته في إخلاصه. وكان إخلاصه له يطغى على أفكاره، مسيطراً على كل مشاعره.. وبسبب أحاديثه المتكررة والمستمرة عنه، والتي لم تمنعه ​​من النظر إليه، توقف عن الحديث عنه بالثناء.. بدأت أشعر بالغيرة منه.. أحبك وأريد أن أسمع كل صغير وكبير عنك وعنك أنت فقط.

وفي حفل زفاف الشاب الثري، تقاسمت الفرحة بينهما. لقد عاشوا حياة سعيدة خالية من الهموم ومليئة بالحب والإخلاص والتفاني في العمل. وحتى بعد زواجه، لم يكن الزوج يترك صديق العمر الذي يبقى معه طوال اليوم، ويعمل بلا كلل ومتواصل. وفي المساء بقي كما كان من قبل. وفي السابق – حتى أثناء فترة راحته – كان يبقى معه في المنزل. وتشترك الزوجة في الأكل معهم. أما جلسات العشاء فكانت تظهر راحتها وسعادتها بوجود الصديق معهم. ولم تجعله يشعر بالغيرة من صديقه. بل شجعته على ذلك. وكانت تدعوه باستمرار لقضاء السهرة معًا بعد إعداد واختيار أشهى أنواع الطعام.

في البداية لم يوضح الزوج اهتمام الزوجة بالصديقة. لقد رآه أخًا مخلصًا قبل أن يصبحا أصدقاء. ولم يتسلل الشك إلى قلبه على الإطلاق. حتى ذلك المساء الذي كان يجمعهم كالعادة، ووسط الفرحة والسعادة التي كانت تغمرهم، طلب الزوج من زوجته أن تبحث له عن “الفتاة الطيبة” التي تستطيع أن تخفف من وحدة صديقه، وذلك عليه أن يفكر في هذا الأمر جدياً قبل أن تسرق الأيام شبابه ويفوته قطار الشباب.

عرض عليه أسماء بعض فتيات القرية، لكن زوجته قاطعته في توتر غير معهود منها، ممسكة بكلامها إذ لم تستطع إخفاء استياءها من الفكرة قائلة: «اتركيه.. أنت أنتِ ماله وماله.. فليراقب عمله.. فالزواج يضر به وبمصالحه». «الوظيفة تتطلب أن يتفرغ لعمله بشكل كامل خلال هذه الفترة».

بدأ الشك يلقي بظلاله على قلب الزوج لأول مرة، ووجد الشك طريقه إلى أفكاره. لعبت الشكوك بخياله، وأثارت العديد من التساؤلات وهو يتذكر اللقاءات العديدة التي جمعتهما. حاول أن يجد إجابة لهم واجتهد في طرد الوساوس والهواجس التي بدأت تطارده. لكن تفكيره الدائم في إيجاد تفسير معقول ومقبول لما حدث خذله.

ومرت الأيام كأنها دهر، وأفكاره مشغولة بشبح الخيانة. وكان يرى في تصرفات زوجته كل يوم ما يحمله، بل ويؤكد له هذا الاعتقاد.

لقد رأى في أفضل صديق له مدى الحياة منافسًا في حب زوجته له.

لكن ما حجم هذه العلاقة؟ كيف بدأت؟ من كان الاول؟ وماذا وجدت؟؟

أدرك الصديق ذلك بمشاعره الحساسة تجاه صديقه. وابتعد تدريجياً عن مقابلته في مقر إقامته. واقتصرت محادثاتهم على العمل فقط. وانتشر هذا الأمر في القرية، وشعر الجميع بالفجوة التي اتسعت وتعمقت بين الصديقين. وتسرب إليهم سر هذه الفجوة فملأتها ألسنتهم حسب إرادتهم. قاده خياله…لكنهم استقروا جميعا عند نقطة واحدة…الصديق هو الذي يطارد الزوجة…يحبها…يريدها أن تتخلص من هذا الرابط الذي يربطها بزوجها …لا يتحمل أن يعيش أو يعيش بدونها… لقد أصبحت حياته كلها وأمله في الوجود.

ولم يصدق أحد الخبر الذي انتشر في البلدة وانتشر الحريق كالنار في الهشيم. الصديق الغني أطلق النار على صديقه الفقير. احتار الجميع وأطلقوا العنان لخيالهم وتصوراتهم، مما أجمع على أن الصديق الغني أكد أن صديقه يلاحق زوجته وقام بمحاولات متعددة للعبث بأفكارها. وللتلاعب بمشاعرها.. أطلق عليه النار انتقاما من الصداقة التي خانها وداسها ولم يحترم حرمتها.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading