مصر

وزارة الأوقاف: يوم بدر رسَّخ لمبدأ التوكل على الله (عز وجل) والثقة فيه مع الأخذ بالأسباب

القاهرة: «رأي الأمة»

احتفلت وزارة الأوقاف، مساء اليوم الثلاثاء 16 رمضان 1445هـ، الموافق 26 مارس 2024م، بذكرى يوم بدر من مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة، عقب صلاة التراويح، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف واللواء خالد عبد الغفار محافظ القاهرة والدكتور سلامة. داود رئيس جامعة الأزهر ممثلا لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محمد محمود أبو هاشم وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور عبد الله حسن عبد القوي مساعد الوزير للمتابعة، د. محمود عبد الخالق الفخراني ومساعد الوزير لشئون الامتحانات والتدريب، والدكتور هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور نوح عبد الحليم العيساوي مدير الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والشيخ صبري ياسين دويدار، مسؤول مجموعة الاتصال السياسي بوزارة الأوقاف.

وفي كلمته أكد الدكتور محمد نصار مدير عام شؤون المساجد بوزارة الأوقاف أن الأمم العظيمة والشعوب العريقة تولد بإيمانها وتعيش بذكراها. الذاكرة هي الروح التي تسري في جسد الأمة، فتطيل بقائها، وهي الدم الذي يجري في عروقها، فيزيدها خيرا. وبالذاكرة تتذكر الشعوب أحداث ماضيها، وتفهمها، وتتأمل معانيها. وتستخرج منه العبر والعبر، ومن خلال الذاكرة تتذكر الأمم عناصر قوتها وأسباب تفوقها في الماضي في تاريخها، فتبني على نهجها حاضرها ومستقبلها.

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان من السنة الثانية لهجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقعت غزوة بدر الكبرى، التي كانت الحد الفاصل بين الحق والباطل. وقد أطلق عليه القرآن الكريم (يوم الفرقان) يوم التقى الجيشان فجأة. “ولو اتخذتم موعداً لاختلفتم في الموعد ولكن الله لقضى أمراً قد كان قد قضي”. ووفقا لقانون الأسباب والنتائج، تأتي غزوة بدر لتوثيق الفكر الجاد الذي يتميز به الإسلام، خاصة في مسائل السلم والحرب والأمن والأمان من أجل مصالح الأديان والأمم.

وفي سياق أحداث هذه المعركة يقول الله تعالى: “وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لقالوه” لو كان في السلطة علم بذلك.” من بينهم تصعده». ويقول الله تعالى: «ليهلك من هلك بالبينة، ويحيى من نجا بالبينة». ويقول الله تعالى في شأن الأسرى: “لولا كتاب من الله سبق لمسكم عذاب عظيم وأنتم تأخذون”. أشارت الآية الأولى إلى ضرورة الاستنباط والاعتبار والفهم الصحيح. أما الآية الثانية فقد أشارت إلى أهمية الدليل الواضح. أما الآية الثالثة فقد أشارت إلى الكتاب الذي سبقه، كل ذلك في الشبهات والأسئلة التي يحتمل صحتها ما لم يتيقن تحريمها، مؤكدة على أهمية الاجتهاد الشامل ودوره في مصلحة الأديان والأمم، وأن “مصالح الأمم لا تنفصل عن أهداف الأديان”.

كما أكد أن غزوة بدر أرست مبدأ التوكل على الله والتوكل عليه، مع ضرورة الأخذ بالأسباب. وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين هذين الأصلين العظيمين في الحديث الصحيح الذي يقول فيه: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز). فأمر بالحذر. على الأسباب والاستعانة بمسبب الأسباب وهو الله تعالى.

وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أحداث غزوة يوم بدر من أولها إلى نهايتها عندما استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بين الخروج أو البقاء، فانتهى الأمر بإجماع الخروج من المهاجرين والأنصار، وشمل ذلك أيضًا اختيار المكان. ولمنع جيش قريش من ماء بدر، نزل النبي على الجانب السفلي من بدر، وهو الجانب القريب من المدينة المنورة. كما كان النبي شديد الحرص على إخفاء أموره عن الناس حتى لا يعرف أحد حقيقتهم، ولا يعرف أحد غرضهم، كما أخبر المسلمون النبي صلى الله عليه وسلم. (عليه السلام) عريشة يجلس عليها، يوجه منها ساحة القتال، ليطلع على ما يجري من أحداث وأمور.

وفي غزوة بدر اجتمع استخدام الأسباب والاجتهاد مع توفيق الله تعالى وتوفيقه، ثم جاء تأييد الله تعالى بأمور غيبية وأسباب قاهرة لا تستوعبها قدرة الإنسان. لقد كان المطر ألذ قلوب المؤمنين، والنعاس أمنهم، ونزول الملائكة الذي شدد قلوب المؤمنين، وأثار الرعب في قلوب الكافرين، كما يقول الله تعالى: “وإذ ستر” لكم النعاس أمانة منه وأنزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب منكم. رذيلة الشيطان وليقوي قلوبكم ويقويها به. قدم. وإذ أوحى ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا. سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوهم فوق الرقاب وألحقوا ضررا». ابتلعها كلها.” يقول الحق سبحانه: “ولقد نصركم الله ببدر وأنتم مذلون، فاتقوا الله لعلكم تشكرون”. وهنا أتم النبي (صلى الله عليه وسلم) مهمته، وأقام دولته بعد هذا النصر العظيم. هنا تفرقت الغيوم، وتحول الظلام إلى نور، والفوضى إلى نظام، وأصبح الضياع منعاً، وأصبح الذل عظمة، وأصبح الجهل علماً، وأصبح العدم وفرة. لقد تحول كل الأشواك إلى زهور ناضجة لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن معه كرسوا حياتهم لطريق الحق والخير والعدل والجمال.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading