منوعات

مدينة تستعصى عن الوصف

مدينة تستعصى

مدينة تستعصى عن الوصف
مدينة تستعصى عن الوصف

على الوصف

كلمات  مهدي الماجد  

في طريق ٍ خال ٍ إلاّ من عبق ِ الزهور ِ
طريق ٍ مستور ٍ من عين ِ الشمس ِ بأغصان ٍ متكاثفةْ
قلةُ المارة ِ تنذرُ بلؤم ِ المسافة ِ والوميضُ المتراجفُ بين غصن ٍ وغصنْ
وحشةُ الأصداءِ ماثلةٌ لمن يرومُ التكلمَ والأطنابَ بالحديث ِ
كنتُ أجاري تلك المدينةُ الهاجعةُ بجوار ِ النهر ِ بكل هواجسها
أقبلُ أرضها الذهبيةُ التي تبيحُ للغريب ِ نعمةَ الانتشاءِ
هي مدينةٌ أسوارها شاهقةٌ عليها غلاظٌ شدادٌ
لا تنامُ ليلها والموتُ ليس بآخذ ٍ راحته فيها
رجالها محاربين أبدا ً جرب الوغى بأسهم
نساؤها بأبهة ِ الحلِّ والحلل ِ
فيها من الآلهة ِ والنذورْ
والغلمان ِ والحورْ
والنور ِ والديجورْ
والملائك ِ والشياطين ِ
والسحرة ِ والمشعوذين ِ
وجمال ٍ يلوي الرقابَ مالا أدركه عددٌ ولا أحصاه الرقمُ
كبف يسعني الحديثُ عن نوافذها التي تجلبُ الريحَ السماحَ
وأبوابها المشرعةُ بلا مغاليقَ
وارباضها المستكينةُ للفرح ِ والضياءِ
أدركُ إنا ندمنا على خرافاتنا وفاتنا أنْ نتعلمَ منها الكثيرَ
الكثيرَ الذي ابتدأ بالعجلة ِ الأولى مخترقا ً ضياءَ الحرف ِ الأول ِ ممتحنا ً قدرتنا على البقاءِ او التلاشي
الكثيرَ الذي أصعدَ الماءَ إلى ذرى حدائق ٍ غناءِ
الكثيرَ الذي ساقَ ألوفَ الآسارى من أرض ِ عيلامَ إلى بقعة ٍ من الأرض ِ تنشدُ الحياةَ
يا سيدتي … لم يدركني ابدا وصفٌ لها
فدعينا في لحظاتنا هذه نرتشفُ الصمتَ
ونبحر في مياه ِ الياسمين 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading