مقالات

لقد سقط المرياع

 بقلم : د / محمد جمعة
تعيش الأمة العربية أسوأ عهودها منذ سيطرة الصهيونية الأمريكية علي العالم وبعد ظهور ثروات البترول والغاز بوفرة التي أسالت لعاب وأطماع الدول الكبري التي حاولت السيطرة علي الأقطار العربية بشتي الطرق سواء بإخضاعها للتبعية الاقتصادية أو قامت بالحروب المباشرة والغزو.
ولنا في العصر الحديث الكثير من الأمثلة المريرة التي بدأت بغزو العراق وأنهت الشكل الرسمي للدولة وفتت أواصر الدولة العراقية صاحبة أكبر آبار النفط في العالم وانتهت بإنشاء جيوش عرفت باسم داعش فقضت علي سوريا وليبيا ودعمت الغزو علي اليمن لاستنزاف ثروات الخليج وبيع السلاح بمئات المليارات.
ونعود لنسأل أنفسنا ما هو السبب الرئيسي لتبعية العرب متمثلين في حكامهم علي مدي عشرات السنين للسير كالخراف وراء هذا المرياع دون التفكير في الاستفادة بالقوة الحقيقية للشعوب العربية كقوة بشرية جبارة تتخطي ٤٠٠مليون نسمة القطاع الأكبر منهم شباب ولماذا التبعية الاقتصادية لهذا الكيان والدول العربية تمتلك معظم ثروات الكرة الأرضية.
ففي مصر الأثار وثروات كثيرة والخليج البترول والغاز وسوريا المنسوجات وفلسطين الزيتون والسودان مئات الملايين من الأراضي الخصبة والجزائر الحديد والمغرب الأسماك وتونس السياحة وليبيا البترول ولبنان السياحة ولم نجد في أي مرحلة من التاريخ الحديث أن شكلت الدول العربية أو مجموعة منها تكتلا للاستفادة من تلك الثروات علي مستوي العالم بل جميعهم يسيرون خلف المرياع دون تفكير.
والمرياع هو ذاك الكبش الذي يولد ويتم إرضاعه من الحمار وبمرور الوقت يعتقد أن الحمار هو أمه ويسير خلفه ويتمثل هنا المرياع في الكيان الأمريكي الذي يبتلع كل ثروات العالم عن طريق السيطرة التجارية علي معظم الأنشطة والحمار هو الكيان الصهيوني الذي يتحكم في حركة المرياع ذهابًا وإيابًا أما قطيع الخراف فهي تتبع ذلك المرياع أينما ذهب خلف الحمار ودون تفكير لعواقب هذه التبعية فبعدما كانت الثروات العربية ملكًا خالصا للعرب تدخلت الشركات متعددة الجنسية وسيطرت علي الأسواق العربية.
ونلاحظ أن تلك الشركات لا تبيع تكنولوجيا التصنيع للعرب حتي يظلوا مستهلكين لسلعهم وتابعين لها فمثلا صناعة الأدوية رغم نبوغ العرب والمصريين في الطب منذ الاف السنين وعندنا في كتب التاريخ أمثلة لنبوغ علماء العرب مثل ابن سينا والرازي وابن النفيس وابن حيان واستلهم الغرب معظم أبحاثة من كتب هؤلاء الا اننا نستورد معظم الأدوية ومعظم الأغذية حتي ملابسنا نستورد معظمها ولا يخلو بيت او شركة في الوطن العربي من منتجات مستورة.
ولم يتقدم العرب في صناعة التكنولوجيا بل كان الطموح الأكبر في تجميع تابلت او جهاز تكييف او تجميع سيارة مجرد تجميع اجزاء.
اذا من يريد لنا أن نبقي عَلِي حالة التخلف والاحتياج واستنزاف الثروات ومن يجعلنا نسير خلف هذا المرياع الذي يهابه كل الخراف لضخامة جسمه لأنه رضع كل ما قدم له من لبن حتي أصبح بهذا الشكل المخيف وفي الحقيقة هو أجوف يسير خلف الحمار وينفذ خطته فيذهب خلفه أينما ذهب ويتبع أوامره حيث أن الحمار لديه هدف ديني وهو إقامة دولة بني صهيون من النيل حتي الفرات.
والعجيب أن العرب يتباهون أنهم يعلمون الخطة الصهيونية عليهم وتجدهم في ندواتهم وخطاباتهم يتفاخرون أنهم يعلمون هذه الخطة الخبيثة عليهم والأعجب أنهم لم يصنعوا ضدها أي شيء فكل الجيوش العربية وكل الاجهزة الأمنية والمخابراتية لم تقدم نموذجا واحدا ضد هذه الخطة الخبيثة.
بل ان بعض الحكام دخلوا حروبا ضد بعضهم ومنهم من يتغني الشارع بزعامته من المحيط الي الخليج ولم يقدم سوي الهزائم والانكسارات.
يا عرب كفي سيرا وراء المرياع وعلينا تقديم النموذج العربي في التكامل والتوحد من أجل كسر هيبة المرياع الذي لم يصمد أمام فيروس لا يري بالعين المجردة ولا حتي بأجهزة الميكروسكوب العادية سقط هشًا يعلن هزيمته ويلقي باللوم علي غيره دون أن تدركه جيوشه وسفنه وغواصاته ولا أسلحته النووية ولا الجرثومية.
سقط المرياع وما زالت الخراف خائفة وتلك القصة ذكرتني أن الجن ظل يعمل بعد موت سيدنا سليمان حتي أكلت دابة الأرض عصاه وخر فعلمت الجن حينها أنه قضي وندمت علي عدم علمها بموته لأنها ظلت تعمل بشكل مهين سنين طويلة.
لقد سقط المرياع يا عرب فافيقوا وتوحدوا تحت راية العروبة واجعلوا من دولكم وشعوبها موطنا للحضارات كما كانت فمصر أرض الحضارة الفرعونية والشام والعراق أرض الحضارة الآشورية والفينيقية واليمن أرض الحضارة الحضرمية ومن شبه الجزيرة العربية سطع نور الاسلام علي العالم اجمع وبقيت الجيوش الاسلامية والعربية تحافظ علي حدود الوطن العربي علي مدي قرون فكانت المهمة الصعبة هي درء الأعداء والحفاظ علي الحدود والأمن القومي العربي أيها العرب افيقوا لقد سقط المرياع والحمار يسير وحيد بلا قرون مخيفه

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading