وزيرة التخطيط تفتتح ورشة العمل الإقليمية لصندوق الدولى للتنمية الزراعية

• “المشاط”: شراكة بناءة مع “إيفاد” لتشجيع استثمارات القطاع الخاص في مشروعات الأمن الغذائي
• يتطلب التصدي لتحديات الأمن الغذائي استراتيجيات شاملة وتعاوناً بين أصحاب المصلحة
افتتحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ورشة العمل الإقليمية التي نظمها الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) تحت عنوان “العمل مع القطاع الخاص لتمويل تحويل النظم الغذائية”، بمشاركة مسؤولي الصندوق وممثلي الحكومة وشركات القطاع الخاص. وذلك في ضوء الشراكة الوثيقة بين جمهورية مصر العربية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والجهود المشتركة لتعزيز الأمن الغذائي.
وهدفت الورشة إلى استعراض آليات تعزيز العمل بين الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) والقطاع الخاص، ومناقشة استراتيجية الصندوق للقطاع الخاص التي تهدف إلى تعزيز الشراكات حول سلسلة القيمة والتمويل الريفي، فضلاً عن مناقشة فرص تعزيز القطاع الخاص. التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتعزيز الاستثمارات في النظم الغذائية المستدامة.
وقالت الدكتورة رانيا المشاط، خلال كلمتها، إن الورشة تمثل فرصة مهمة للغاية لتبادل الرؤى والأفكار بين الأطراف المعنية من الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى، لمناقشة التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجهنا في مجال تحويل النظم الغذائية نحو نظم أكثر استدامة تساهم في القضاء على الفقر والجوع، مضيفا أن قضية الأمن الغذائي قضية معقدة للغاية ولا يمكن معالجتها إلا من خلال استراتيجيات شاملة تأخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الوصول إلى الغذاء بشكل كاف الكميات والجودة. عالية، ومن أجل معالجة هذه القضية المعقدة، لا بد من أن تكون هناك عملية مستمرة من الابتكار والتعاون الحقيقي بين جميع الأطراف المعنية، سواء كانت حكومات، أو منظمات دولية، أو مجتمع مدني، أو القطاع الخاص. وفي هذا السياق، يعتبر القطاع الخاص شريكا أساسيا في تحقيق هذا التحول المطلوب، حيث يساهم بشكل فعال في تقديم الحلول المبتكرة، ويعمل على توفير الخبرات الفنية المتقدمة والموارد المالية اللازمة التي تدعم وتكمل الجهود الحكومية لتحقيق الأمن الغذائي.
وأضافت الدكتورة رانيا المشاط، أن شركاء مصر الرئيسيين في التنمية، مثل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، يلعبون دورًا مهمًا للغاية في هذا المجال، من خلال توفير أدوات وآليات مالية مبتكرة لتقليل المخاطر بهدف جذب القطاع الخاص. الاستثمارات في مشاريع التنمية الريفية وتحسين النظم الغذائية، لافتاً إلى أن هذه الاستثمارات، المدعومة بالشراكات مع المؤسسات المالية الدولية، تساهم في دفع التغيير في القطاع الزراعي والغذائي وتساهم في تحسين الظروف المعيشية للمزارعين والمجتمعات الريفية. ومع ذلك، وعلى الرغم من الفرص المتاحة، إلا أننا لا نزال نواجه العديد من التحديات التي تقف في طريق مشاركة أكبر للقطاع الخاص في هذا التحول الضروري.
وذكرت أن هناك فجوة مالية حادة تتطلب منا معالجتها بشكل عاجل، موضحة أن المبالغ المطلوبة لتحويل النظم الغذائية وتمكين صغار المزارعين في المناطق الريفية تفوق بأضعاف التمويل المتاح حاليا. وفي الواقع، لا يمكن الاعتماد على الموارد العامة وحدها لسد هذه الفجوة الكبيرة. وعلى مدى العقدين الماضيين، استقر التمويل الإنمائي العالمي الموجه إلى القطاع الزراعي عند 5 إلى 6% فقط من إجمالي المساعدات الإنمائية الرسمية، وهو ما يعادل حوالي 10 مليارات دولار في السنوات الأخيرة، وهو مبلغ لا يتناسب مع حجم المساعدات الإنمائية الرسمية. احتياجات القطاع الزراعي العالمي. . وفي الوقت نفسه تشير الدراسات إلى أن الاستثمار في القطاع الزراعي يعد من أكثر الاستثمارات فعالية في الحد من معدلات الفقر، إذ يفوق تأثيره الاستثمار في القطاعات الأخرى من حيث القدرة على تحسين مستويات المعيشة والحد من الفقر في المناطق الريفية.
وتابع وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أنه من الضروري سد هذه الفجوة المالية واستثمار رأس المال المتاح بشكل أكثر فعالية، من خلال استخدام أدوات مالية مبتكرة تحفز رأس المال الخاص على الاستثمار في هذه المجالات الحيوية.
وسلطت الضوء على المنصة الوطنية للمشاريع الخضراء برنامج “نوفي” حلقة الوصل بين مشاريع المياه والغذاء والطاقة والتي تم من خلالها التعاون مع مؤسسات التمويل الدولية لتطوير آليات تمويل مبتكرة تهدف إلى تشجيع استثمارات القطاع الخاص في المشاريع الخضراء. وباستخدام مزيج من المنح والتمويل الميسر والضمانات الائتمانية، تمكنت الحكومة من جذب اهتمام كبير من القطاع الخاص بمشاريع الطاقة المتجددة والزراعة.
وأكدت أن هذه الجهود تتماشى مع استراتيجية الحكومة المصرية للتحول نحو الاقتصاد الأخضر وتعزيز الأمن الغذائي، وتمثل نموذجًا يحتذى به في كيفية تشجيع القطاع الخاص على المشاركة الفعالة في مشروعات التنمية المستدامة التي تعود بالنفع على المجتمع بأكمله و المساهمة في تحسين المستوى المعيشي للفئات الأكثر احتياجاً في الدولة. المناطق الريفية والنائية. وتمثل هذه المبادرات خطوة حاسمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز قدرة مصر على مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية العالمية.
وشددت المشاط على أن الحكومة تعمل من خلال الشريك التنموي الرئيسي في كل محور من محاور البرنامج على تعزيز مشاركة القطاع الخاص وجذب استثماراته نحو القطاعات الحيوية.
وأضافت المشاط أن غياب البيانات والتواصل الفعال يعيق قدرتنا على تنسيق الجهود واتخاذ القرارات المبنية على الأدلة. ولمعالجة هذه المشكلة أطلقت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي منصة (حافظ) للدعم المالي والفني للقطاع الخاص والتي تهدف إلى سد فجوة المعلومات من خلال إتاحة مختلف الخدمات المالية وغير المالية من شركاء التنمية إلى شركات القطاع الخاص. وتوفر المنصة أكثر من 90 خدمة مالية واستشارية، مثل التمويل التنموي الميسر، واستثمارات الأسهم للشركات الناشئة، والتمويل التجاري، والضمانات، وغيرها من الأدوات المالية. كما أنها تقدم المئات من المناقصات والفرص المحلية والدولية.
وذكرت أنه من خلال الاستثمار في رأس المال البشري، يمكننا تمكين صغار المنتجين وسكان الريف من إقامة علاقات مع القطاع الخاص، وتحسين سبل عيشهم وزيادة قدرتهم على التكيف مع التحديات المستقبلية، مضيفة أن الصندوق الدولي الجديد للتنمية الزراعية (إيفاد) استراتيجية القطاع الخاص نموذج التمويل لبرنامج تمويل القطاع الخاص (PSFP) عبارة عن مبادرات تتماشى مع أهدافنا. ومن خلال تمكين وتحفيز وتجميع استثمارات وشراكات القطاع الخاص، يعمل الصندوق على توجيه الاستثمارات الخاصة لتحقيق عوائد مالية مربحة ذات آثار اجتماعية وبيئية إيجابية.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.