مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي منصة للتنوع والإبداع الفني

يعد مهرجان الإسكندرية الدولي للمسرح “مسرح بلا إنتاج” منصة فنية بارزة تسلط الضوء على تنوع وثراء الفنون المسرحية. ويعتمد المهرجان في دورته الرابعة عشرة، برئاسة الفنان إبراهيم الفرن، نهجا مبتكرا من خلال تنظيم مجموعة من الورش التدريبية الفنية التي تهدف إلى تعزيز المهارات المسرحية. وتبادل الخبرات بين الفنانين والمشاركين.
وتتضمن هذه الورش موضوعات حيوية مثل «تقنيات مسرح الشارع»، و«تقنيات التمثيل: السر – الإشاعة – الحقيقة»، و«مدرسة السينوغرافيا»، و«فن مسرح الدمى»، يقدمها نخبة من المتخصصين والأكاديميين من دول مختلفة. . وتسعى هذه المبادرات إلى تطوير المشهد المسرحي وتعزيز التواصل بين الثقافات، وهو ما يعكس أهمية المسرح كأداة للتعبير الفني والتفاعل الاجتماعي.
فن مسرح العرائس
تحدث الفنان الإسباني فاغنر جالو عن فن مسرح العرائس والمصادر المهمة للعروض السابقة، وكان الدافع الذي دفعه إلى هذا النوع من العروض هو إدمانه للألعاب الإلكترونية في سن العاشرة، وإدراكه لخطورة ذلك. الأمر الذي دفعه إلى تعلم فن الدمى وحرصه على توعية الناس بهذا الأمر.
وذكر أيضًا أنه لاحظ غياب القصص الجديدة على المسرح وكثرة القصص الكلاسيكية، فأراد تغيير ذلك بخلق قصة جديدة.
كما تحدث عن عرضه المسرحي الجديد “ليمبا” الذي لا يزال يعمل عليه الآن، ويناقش قضيتين: الأولى: قضية صيد القرود التي قد تؤدي إلى انقراضها، خاصة أن صيدها يؤدي إلى أزمة شديدة النقص في بيئتها، والثانية: مسألة استغلال الحيوانات لكسب المتابعين على الإنترنت.
وتناول الحديث أنه سيستخدم تقنيات الإضاءة الجديدة والألياف الزجاجية بدلاً من الخشب، وانتهت الورشة بعرض للدمية “ستيف” بطلة عرض “خطأ 404” مع المتدربين.
تقنيات التمثيل
خلال ورشة عمل “تقنيات التمثيل: سر – إشاعة – حقيقة”، تحدث الفنان الأسترالي فيليب ماكين عن شغفه الكبير بالمسرح، وكيف يستمتع بخلق عروض مسرحية من لا شيء. وطلب من المشاركين التقدم والتواصل بصريًا مع الآخرين وتقديم لمحة عامة عن أنفسهم. تجول المشاركون في الغرفة مع التركيز على التواصل البصري مع بعضهم البعض، وتدربوا أيضًا على الانتقال من المشي إلى الوقوف لتشكيل أشكال جسدية معبرة.
وأكد فيليب أن الخيال هو العنصر الأهم بالنسبة له في عملية التمثيل، مشيراً إلى أنه جمع خلال مسيرته في تقديم ورش العمل بمختلف الأعمار مجموعة من الكلمات التي تساعد في إطلاق خيال المشاركين.
واختتمت الورشة بتمرين آخر ركز على تحفيز الخيال. وأعرب عن سعادته بمستوى المشاركين ومدى إبداعهم الخيالي، وأنه سيعمل على مساعدة المشاركين بشكل أعمق لإطلاق العنان لخيالهم بشكل أكبر وأكثر حرية.
تقنيات مسرح الشارع
تحدثت الفنانة الأميركية مونيكا هونكن في ورشة «تقنيات مسرح الشارع» عن خلفيتها الشخصية، موضحة أنها جاءت من احتياجات وظروف محددة ساهمت في تشكيل تجربتها الفنية.
وذكرت مونيكا أن هذه هي المرة الثالثة التي تزور فيها مدينة الإسكندرية، مشيرة إلى أنها قدمت 5 عروض “فردية” منفردة عن نفسها، وأنها تدير فرقة مسرحية تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا العدالة واللاجئين، مؤكدة أن معظم ورش العمل التي تقدمها تركز على مشاكل المجتمع. التي تنتمي إليها، وهو ما ينعكس في محتوى عملها المسرحي.
ودعت مونيكا الجمهور إلى العفوية، مع التأكيد على أهمية التعبير عن القصص الشخصية بداخلهم، وطرحت سؤالاً على الجمهور “لماذا نختار تقديم مسرح الشارع بدلاً من المسرح التقليدي داخل المسارح؟” وعلق قائلا إن المسارح المغلقة غالبا ما تضع حاجزا بين الجمهور وأداء الممثلين، بينما يوفر مسرح الشارع الفرصة للتقرب من الأشخاص الذين قد لا يكون لديهم معرفة سابقة بالمسرح.
وأشار هونكين إلى أن مسرح الشارع لا يحتاج إلى ديكور مسرحي معقد، بل يعتمد على البيئة الواقعية، مطالبا جميع المشاركين بتقديم أنفسهم بشكل مميز يعكس شخصيتهم بعد ذلك، مقدمين تدريبات متنوعة تتعلق بالارتجال تضمنت الأصوات والتعبير الجسدي. واختتمت الورشة بتمرين ختامي يتعلق بالطاقة البدنية، معرباً عن سعادتها بالمتدربين ومدى فهمهم لها.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك وتويتر
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.