أخبار عالمية

سيناريوهات التصعيد الإسرائيلى على إيران.. باحث مصرى يشرح توقيت الهجوم المتوقع

القاهرة: «رأي الأمة»

مع حتمية الضربة الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية، والتي استعدت لها إسرائيل خلال الأيام الأربعة الماضية منذ الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من أكتوبر، أصدر محمد مرعي، كبير الباحثين في المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، تقريرا يحتوي على ملاحظات وتحليلات للمشهد والتصعيد الحالي وتبعاته.

أولاً: التوقيت المتوقع للهجوم الإسرائيلي:

وأشار مرعي إلى أن نتنياهو قد يفضل بدء الإضراب في الساعات الأولى من يوم 7 أكتوبر، تزامنا مع الذكرى الأولى لهجوم فيضان الأقصى، ولجني مكاسب سياسية في هذا اليوم الذي سيطلب منه تقديم كشف حساب. بعد عام من بدء الحرب. إضافة إلى ذلك، سيكون لهجوم هذا اليوم أهمية رمزية في ربط طوفان الأقصى بإيران التي كانت الداعم الرئيسي لحركة حماس بحسب معظم التقديرات الإسرائيلية والغربية، لكن هذا لا يستبعد أن يقوم نتنياهو بتنفيذ العملية. ضربة قبل ذكرى طوفان الأقصى، وقد تحقق منها نفس الأهداف.

وتأتي الضربات الإسرائيلية المتوقعة مسبوقة أو متزامنة مع تصعيد إسرائيلي كبير في لبنان وغزة، حيث زادت تل أبيب من قوة ووتيرة ضرباتها الجوية، مما يشير إلى أنها مستمرة في تحقيق أهدافها على الجبهتين سواء على جبهة غزة. وهو ما فشلت في تحقيقه حتى الآن، سواء بتفكيك كافة قدرات حماس. واستعادة أسراه، أو على الجبهة اللبنانية، حيث تم تقويض قدرات حزب الله العسكرية، وخاصة القدرات الصاروخية، مما سمح بعودة أكثر من 60 ألف إسرائيلي إلى المستوطنات في الشمال.

ثانياً: شرعنة الضربات الإسرائيلية ضد إيران:

ورغم أن الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني على إسرائيل في الأول من تشرين الأول/أكتوبر جاء ردا على اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران في 31 تموز/يوليو، والذي اعتبرته طهران انتهاكا للسيادة الإيرانية، فإن إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، خلقت الشرعية أمام النظام الدولي برمته فيما يتعلق بالحق في… ردت إسرائيل على الهجوم الإيراني قبل أيام.

وبعد ساعات من الهجوم الباليستي الإيراني، خرجت تصريحات إسرائيلية وأميركية تصف الهجوم بـ”الفاشلة”. ثم بدأت إسرائيل بتسريب معلومات حول تأثيرات الهجوم الإيراني، وبدأت الصحف الغربية، وخاصة الأمريكية، في تضخيم تأثير الهجوم، مما سمح لإسرائيل بتوسيع بنك أهدافها المحتملة داخل إيران. أن تشمل الأصول الاستراتيجية سواء كانت اقتصادية أو أمنية أو عسكرية.

وبدلاً من أن تعمل إدارة بايدن على خفض التصعيد المستمر ومنعه من الوصول إلى حافة حرب إقليمية شاملة، وبدلاً من الاعتراف بأن الهجوم الإيراني في الأول من أكتوبر/تشرين الأول جاء رداً على انتهاك تل أبيب لسيادة طهران، تراجعت عن مسارها. التصعيد إلى درجة أن لإسرائيل الحق في الرد، ومن ثم جعل الحديث عن الأهداف المتوقع ضربها داخل إيران، وكأن الأمر محل خلاف بين نتنياهو وإدارة بايدن، رغم أن كل التحركات العسكرية الإسرائيلية دون استثناء، في المنطقة، بالتنسيق والتعاون الكامل مع البنتاغون والقيادة المركزية في الشرق الأوسط.

وبحسب الباحث محمد مرعي، استبعد بايدن مهاجمة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، وذكرت الصحف الأميركية لاحقا أن واشنطن لم تحصل على ضمانات من إسرائيل بعدم استهداف البرنامج النووي. ثم يطالب بايدن علناً نتنياهو بعدم استهداف حقول النفط الإيرانية، وينضم إليه الأوروبيون في طلبه لأنه سيكون له آثار كارثية على سوق النفط العالمية.

وأضاف مرعي أن بايدن يخشى أن يؤدي الهجوم على قطاع الطاقة والنفط في إيران إلى أزمة في سوق الطاقة العالمية، ورفع أسعار النفط، وهو ما سينعكس على الداخل الأمريكي ويؤثر على فرص كامالا هاريس في مواجهة ترامب، بينما لا تفصلنا سوى أربعة أسابيع عن سباق الانتخابات الرئاسية.

وأشار الباحث المصري محمد مرعي، إلى أن حالة الضعف التي تعيشها إدارة بايدن في كبح سيطرة نتنياهو، انعكست في بعض التسريبات في الصحافة الأمريكية بأن بايدن يعتقد أن نتنياهو يسعى للتأثير على السباق الانتخابي الأمريكي لصالح ترامب. لكن على الرغم من ذلك، فإن إدارة بايدن تتماشى تماماً مع استراتيجية نتنياهو العسكرية التصعيدية ضد إيران ومحورها في المنطقة، والتي ستشعل الشرق الأوسط بلا شك.

ثالثاً: الموقف الإيراني من الهجوم الإسرائيلي الحتمي:

وبعد الهجوم الباليستي على إسرائيل، أكدت إيران، على لسان معظم مسؤوليها، أن الضربات استهدفت أهدافا عسكرية فقط (قواعد عسكرية – منشآت عسكرية وأمنية)، وهو ما فُهم على أنه يعني أن طهران لا تريد التصعيد، بل ولم يكن الأمر يتطلب سوى استعادة توازن الردع مع إسرائيل، الذي كان مختلاً بشدة. عظيم بعد اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران، وبعد الضربات القوية التي تلقاها حزب الله، حيث نجحت تل أبيب في اغتيال حسن نصر الله وكامل القيادة والهيكل العسكري للمنظمة.

كما حذرت إيران بوضوح من أن أي هجوم إسرائيلي سيعقبه هجوم إيراني أقوى قد يؤثر على البنية التحتية المدنية داخل إسرائيل، وأعتقد أنها قادرة على القيام بذلك في ضوء امتلاكها مخزون استراتيجي من الصواريخ الباليستية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت (الفتح 1). ) والتي اختبرتها لأول مرة في هجوم الأول من أكتوبر وفشلت الدفاعات. وتمكن سلاح الجو الإسرائيلي من إسقاطها، وربما يستخدم في هجومه المقبل صاروخاً باليستياً من طراز فتح 2، وهو النسخة المطورة من فتح 1، والتي لن تتمكن الدفاعات الإسرائيلية، حتى بمساعدة أميركية، من إسقاطها.

وبحسب دراسة مرعي، فمن المؤكد أن إيران، في ضرباتها الصاروخية على إسرائيل في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، كانت متأكدة من أن إسرائيل سترد على هذه الضربة، وبالتالي ربما تكون طهران قد حددت بالفعل أهدافها التالية للرد على الهجوم الإسرائيلي المتوقع.

وربما أدركت إيران أن هذه المواجهة الصريحة والمباشرة مع إسرائيل، والتي تتزامن مع إضعاف إسرائيل وتقويض أذرعها في لبنان واليمن وغيرهما، هي بداية استهداف النظام والدولة الإيرانية، وبالتالي قد تضطر إيران إلى الرحيل. من خلال هذا التصعيد حتى نهايته حفاظاً على توازن الردع وإفشال المخطط الاستراتيجي لإسرائيل ومن يخلفها. يقتصر دور الولايات المتحدة الأمريكية على إنهاء البرنامج النووي الإيراني وإضعاف النظام وإسقاطه.

رابعاً: حدود الهجوم الإسرائيلي المتوقع:

ومن المؤكد أن إسرائيل ستضمن أن تلحق ضرباتها وهجماتها خسائر فادحة بإيران، وستعتمد بلا شك على الدعم الأميركي لامتصاص الغضب الإيراني وصد الهجوم المضاد.

ويدرك نتنياهو أن توجيه ضربات فعالة ضد إيران سيجبر واشنطن على الوقوف معه ودعم ومساندة استراتيجية تقويض النظام الإيراني، لكن ما لا يريد نتنياهو إدراكه هو أن مواجهة كهذه ستهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. وقد تصبح القوات والقواعد الأميركية أهدافاً لطهران وأذرعها، بل وقد تمتد التأثيرات والأضرار. دول المنطقة.

كما يدرك نتنياهو بحسب دراسة الباحث أن هذه الفرصة الحالية لن تعوض، وبالتالي قد يستغلها بالكامل لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، لكن تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي يحتاج إلى دعم أميركي كامل، وربما يكون لواشنطن تقديرات أخرى.

وإذا اقتصرت الضربات الإسرائيلية داخل طهران على استهداف القواعد والأصول العسكرية الاستراتيجية (بدون البرنامج النووي)، وتجنب استهداف البنية التحتية المدنية، فإن ذلك قد يسهل إمكانية إقناع واشنطن والغرب وحتى القوى الإقليمية لطهران باستيعاب هذه الضربة. لتجنب اندلاع حرب شاملة، وقد تقبل طهران بذلك في ظل عدم تعرض برنامجها النووي للهجوم.

خامساً: حدود الرد الإيراني عقب الهجوم الإسرائيلي المتوقع:

الرد الإيراني بشكل عام سيعتمد على شكل وحجم الضربات الإسرائيلية، وبنك الأهداف الذي تم استهدافه، ونسبة الخسائر.

وإذا ركز الهجوم الإسرائيلي على أهداف استراتيجية مثل المنشآت النووية وحقول النفط والموانئ والبنية التحتية لشبكة الاتصالات والطاقة في إيران، فستضطر طهران إلى الرد بنفس الوتيرة وقد تبدأ فعلياً في تنفيذ تهديدها بإطلاق العشرات أو المئات من الصواريخ. من الصواريخ الباليستية “التي تفوق سرعتها سرعة الصوت” على أهداف مدنية داخل إسرائيل، مثل الشبكات. حقول الطاقة والكهرباء والموانئ والغاز، وقد تبدأ باستهداف مقر وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وقلب مدينة تل أبيب، إضافة إلى إعادة استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية بداخلها. وقد تغلق طهران مضيق هرمز، وتوقف حركة شحن النفط، وحتى توقف الملاحة بشكل كامل في باب المندب وبحر العرب. وقد تدفع طهران الحوثيين في اليمن، والمقاومة الإسلامية في العراق، وحتى حزب الله، إلى تصعيد الهجمات ضد المصالح الأمريكية، مثل القواعد العسكرية وغيرها. بالإضافة إلى تصعيد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على أهداف محددة داخل إسرائيل، على أن يتزامن ذلك مع أي رد إيراني. وقد تقوم إيران بتحريض الجماعات النائمة في دول الخليج على القيام بعمليات إرهابية تستهدف المصالح الأمريكية وحتى الإسرائيلية في هذه الدول، خاصة البحرين والإمارات، مثل السفارات والقواعد العسكرية، رغم أن دول الخليج أعلنت مجتمعة التزام الحياد في هذه الدول. هذا الصراع وعدم استخدام أي قواعد أمريكية في أي هجوم على إيران. .

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading