تحدي «سرير التسمير» على تيك توك يُهدد حياة جيل Z: خبراء يحذرون من سرطان الجلد والموت المفاجئ

في مشهد يثير القلق، اجتاح منصة «تيك توك» مؤخرًا تحدٍ جديد بين المراهقين يُعرف باسم «الأسِرّة الشمسية» أو «Sunbed Challenge»، يشجع فيه المشاركون على استخدام أجهزة تسمير البشرة الصناعية بشكل مكثف وسريع. ورغم أن التحدي يحمل غلافًا جماليًا، إلا أنه يهدد صحة المشاركين، وخاصة الفتيات من جيل Z، بمخاطر خطيرة قد تصل إلى الإصابة بسرطان الجلد أو حتى الموت المفاجئ.
تفاصيل التحدي:
بدأ التحدي بانتشار مقاطع فيديو لمؤثرين ومستخدمين شباب يتفاخرون بالحصول على “لون برونزي مثالي” في أقل وقت ممكن، مستخدمين أسرّة التسمير التي تبعث الأشعة فوق البنفسجية (UVA وUVB). تُظهر بعض المقاطع شبانًا يمضون جلسات يومية على هذه الأسرّة لمدد طويلة، ويتنافسون على من يحصل على اللون الأغمق خلال أسبوع.
ما يثير القلق أن هؤلاء المستخدمين يروجون للتسمير على أنه آمن وفعّال من دون التنويه إلى مخاطره الصحية، وهو ما دفع منظمات طبية في بريطانيا والولايات المتحدة إلى إصدار تحذيرات عاجلة.
تحذيرات طبية من السرطان:
وفقًا لتقرير صادر عن الجمعية البريطانية لأطباء الجلد، فإن استخدام أسِرّة التسمير الصناعية يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة تصل إلى 60%، وخاصة الورم الميلانيني الخبيث، وهو أخطر أنواع السرطانات الجلدية.
وأشار الدكتور مايكل وينستون، المتخصص في طب الجلد، إلى أن “التعرض المتكرر والمفرط للأشعة فوق البنفسجية دون وقاية هو طريق مباشر لإضعاف جهاز المناعة الجلدي، وتسريع ظهور التجاعيد، ورفع احتمالات الإصابة بالسرطان”.
وأضاف أن خطورة الأسرّة الشمسية لا تقل عن التدخين أو تعاطي المخدرات في ما يخص التأثير التراكمي والمميت على الجسم.
مخاوف نفسية وضغط اجتماعي:
يرى خبراء علم النفس أن خلفيات هذا التحدي تعود لضغوط نفسية هائلة يتعرض لها جيل Z بسبب معايير الجمال التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يُربط المظهر البرونزي بالجاذبية والنجاح.
تقول الأخصائية النفسية د. ريم خليل: “نحن أمام جيل يقارن نفسه باستمرار بغيره عبر الشاشات، ويبحث عن رضا لحظي من خلال عدد الإعجابات، حتى لو كان الثمن صحته”.
موقف المنصات وشركات التجميل:
رغم الجدل المتصاعد، لم تصدر شركة تيك توك حتى الآن أي بيان رسمي يحظر هذا النوع من المحتوى، في حين اكتفت بعض الدول الأوروبية بتحذير عام على مستوى وزارات الصحة.
في المقابل، طالبت جمعيات حماية المستهلك بوضع ملصقات تحذيرية على أجهزة التسمير، وفرض رقابة على الإعلانات الترويجية التي تستهدف المراهقين، وتجميل فكرة “اللون البرونزي” بشكل غير علمي.
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.