السودان 2025: تصاعد الاشتباكات في الخرطوم ودارفور وانفجار أزمة إنسانية

تعيش السودان واحدة من أسوأ أزماتها منذ عقود، حيث تستمر الحرب الطاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 وحتى منتصف عام 2025. هذه الحرب لم تقتصر على العمليات العسكرية فحسب، بل تحوّلت إلى كارثة إنسانية تهدد حياة ملايين المدنيين، خاصة في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور. في هذا التقرير، نستعرض تطورات الوضع العسكري، وانعكاساته على المدنيين، إضافة إلى الموقف الإقليمي والدولي.
تطورات الاشتباكات في الخرطوم:
تشهد العاصمة الخرطوم اشتباكات يومية منذ شهور، تستخدم فيها القوات المتنازعة المدفعية الثقيلة والطيران المسيّر. في يونيو 2025، وثّقت منظمات حقوقية هجمات جوية ومدفعية أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وألحقت أضرارًا بالغة بالبنية التحتية.
وتشير التقارير إلى سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من أم درمان وبحري، بينما يركّز الجيش السوداني على تأمين مواقع استراتيجية مثل القيادة العامة والمطار.
انفجار الوضع في دارفور:
منطقة دارفور الغربية أصبحت ساحة قتال مرعبة، حيث اندلعت معارك عنيفة في مدن مثل الفاشر والجنينة ونيالا. قوات الدعم السريع تمكنت من السيطرة على عدد من القواعد العسكرية، بينما تُتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، بينها الإعدامات الميدانية والاغتصاب الجماعي.
مخيم “زمزم” للنازحين، الذي يأوي أكثر من 500 ألف شخص، أصبح رمزًا للمأساة، بعد أن تعرض لقصف عنيف أدى إلى مقتل العشرات، ونزوح آلاف الأسر من جديد.
الوضع الإنساني: أرقام كارثية
-
أكثر من 12 مليون نازح داخلي.
-
نحو 4 ملايين لاجئ في دول الجوار مثل تشاد وجنوب السودان.
-
قرابة 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات عاجلة.
-
انهيار أكثر من 80% من النظام الصحي.
تُشير الأمم المتحدة إلى أن السودان يواجه “أسوأ أزمة نزوح في العالم”، وتؤكد منظمات دولية أن بعض المناطق على وشك الدخول في مجاعة فعلية، خاصة بعد توقف المساعدات بسبب غياب الأمن.
استهداف المنظمات الإنسانية:
الهجمات لم تقتصر على المدنيين، بل طالت أيضًا العاملين في المجال الإنساني. ففي بداية يونيو 2025، قُتل 5 من موظفي الأمم المتحدة في هجوم استهدف قافلة مساعدات بدارفور، مما دفع العديد من المنظمات إلى تعليق أنشطتها، وهو ما زاد من تفاقم الأزمة.
موقف المجتمع الدولي:
رغم خطورة الوضع، لا يزال الرد الدولي باهتًا. اكتفى مجلس الأمن الدولي ببيانات إدانة، فيما تفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات محدودة على قادة الطرفين. في المقابل، دعت بعض الدول الإفريقية إلى حوار سياسي برعاية الاتحاد الإفريقي، لكن دون جدوى
في ظل غياب دور رسمي فعال، ظهرت مبادرات أهلية لتوفير الإغاثة والدعم الطبي، خاصة في مناطق مثل الخرطوم ودارفور. هذه المبادرات رغم بساطتها، لعبت دورًا محوريًا في مساعدة آلاف الأسر.
سيناريوهات المستقبل:
-
استمرار الحرب: يعني المزيد من الدمار والنزوح والموت.
-
تسوية تفاوضية: تتطلب تدخلًا دوليًا حاسمًا وضغوطًا على الطرفين.
-
تقسيم السودان فعليًا: مع سيطرة قوات الدعم السريع على الغرب والجيش على الشمال والشرق.
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.