أخبار عالمية

التصعيد الإسرائيلى يشعل الصراع فى المنطقة

التصعيد الإسرائيلى يشعل الصراع فى المنطقة

وسط مخاوف من اتساع رقعة الحرب وتوسعها وفق معادلة “الرد والرد المضاد” بين أحضان إيران في المنطقة وإسرائيل، فمع مرور أقل من 12 ساعة على اغتيال القائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، أعلنت حركة حماس اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في طهران صباح الأربعاء بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وتستعد إسرائيل لعدة سيناريوهات في أعقاب تنفيذ عمليتي الاغتيال، فقررت رفع حالة التأهب داخليا وفي سفاراتها الدبلوماسية حول العالم، وسط ترقب عالمي لرد الفعل من طهران وحزب الله.

وفي ظل التصعيد الإسرائيلي عبر سياسة الاغتيالات، فإن الرد المتوقع يثير الترقب العالمي.

أعلنت حركة حماس اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران قبل فجر أمس، بعد ساعات من مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في قلب العاصمة، وهو ما يمثل انتهاكا صارخا لسيادة الدول، خاصة وأن البعض يعتبره رسالة تهديد للرئيس الجديد.

وفي أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تم استهداف قادة من حماس وحزب الله، لكن الاغتيالين الأخيرين كانا مختلفين من حيث التوقيت المتوتر للغاية ومستوى القيادة.

نقلت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس عن مصادر إيرانية قولها إن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية تمت بصاروخ استهدف جسده بشكل مباشر.

علق عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق على اغتيال هنية قائلاً إن اغتيال القائد إسماعيل هنية عمل جبان ولن يمر عبثاً.

وبحسب بيان للحرس الثوري، فإن هنية قتل مع أحد حراسه الشخصيين، وهو ما أكدته وكالة الأنباء الإيرانية التي قالت إن هنية وأحد حراسه الشخصيين قتلا عند استهداف منزلهما في طهران.

قبل نحو 12 ساعة من استهداف هنية، أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قتلت القائد العسكري الأعلى لحزب الله، فؤاد شكر، المعروف أيضًا باسم السيد محسن، في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ووصف بيان الجيش الإسرائيلي شكر الذي قتل في غارة إسرائيلية نفذت بناء على معلومات استخباراتية، بأنه يعتبر اليد اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ومستشاره للتخطيط وإدارة الحرب.

 

 

 

ودعا عباس جماهير الشعب الفلسطيني وقواه إلى الوحدة والصبر والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أمس الأربعاء.

وفي أول تعليق رسمي له، قال الرئيس الإيراني إن بلاده ستجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على اغتيال الشهيد الشجاع -حسب تصريحاته-. وكشفت تقارير إيرانية أن مجلس الأمن الإيراني انعقد صباح الأربعاء في جلسة طارئة عقب اغتيال إسماعيل هنية، والتي ستحدد بحسب مصادر استراتيجية طهران للرد. وبحسب مصادر إيرانية، عقد الاجتماع في مقر إقامة المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، بمشاركة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قاني.

سيناريو المواجهة

وأشارت إلى أن إسرائيل يجب أن تستعد لحرب كبيرة، ووفقا للسيناريو المتوقع فإن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستكون المسرح الرئيسي للهجمات المتوقعة.

وبحسب الرؤية الإسرائيلية، سيكون هناك هجمات صاروخية من أنواع مختلفة، بالإضافة إلى إطلاق مئات الطائرات المسيرة الانتحارية تجاه أهداف إسرائيلية، ليس من لبنان فقط، بل من اليمن وسوريا والعراق وإيران أيضًا.

وتخشى إسرائيل أيضاً – بحسب يديعوت أحرونوت – من سيناريو انتقال عناصر جماعة الحوثي إلى الحدود الشمالية لإسرائيل، على الحدود مع لبنان وسوريا، إلى جانب تصعيد متوقع من جانب حزب الله في جنوب لبنان.

 

 

 

ركود المفاوضات

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية وحل النزاعات في الجامعة العربية الأميركية أيمن يوسف إن اغتيال هنية سيؤدي إلى مزيد من التعقيد والركود في مفاوضات الصفقة بين إسرائيل وحماس، الأمر الذي سيعيق إطلاق سراح الرهائن المحتجزين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بل وسيؤدي إلى إشعال النار في المنطقة كلها، وكأنه صب مزيد من الزيت على النار المشتعلة في المنطقة. وتابع أستاذ العلوم السياسية في تصريحات خاصة لـ«روز اليوسف»: إن الرد على عملية الاغتيال سيكون محدوداً، سواء من حماس نفسها أو من إيران عبر وكلائها في المنطقة، خاصة أنها عملية دقيقة ومنظمة ولها دروس كثيرة، وكثير من الدروس سيكون لها تداعيات واضحة على المعركة داخل قطاع غزة، وستلجأ إسرائيل إلى الخيارات العسكرية على الأرض وتعطل مسار المفاوضات وصفقة تبادل الأسرى، خاصة أن الشهيد إسماعيل هنية كان عنصراً فاعلاً في هذه المفاوضات، وبالتالي كان إسماعيل هنية الجسر الذي ربط بين الوسطاء وتحديداً الجانبين المصري والقطري ويحيى السنوار والجناح العسكري داخل حركة حماس.

وتابع أستاذ العلوم السياسية أن تعطيل مسار المفاوضات يصب في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي، والجميع يدرك هذا الوضع، خاصة بعد الخطاب الدموي في الكونغرس وعدم وجود نية لدى نتنياهو للموافقة على التهدئة أو عملية تبادل الأسرى، وأضاف أيمن أن الخيارات الفلسطينية في هذه المرحلة شبه معدومة، لكن الأهم هو الوحدة الفلسطينية، والتصعيد الميداني في قطاع غزة والجبهات المحيطة وأهمها لبنان.

وعن الرد الإيراني، قال أستاذ العلوم السياسية إن الرد الإيراني سيستغرق وقتا وبالتالي فإن رد الفعل سيكون من خلال جبهات الدعم، من سوريا أو العراق أو اليمن، خاصة وأن إيران لديها مصالح وارتباطات كثيرة داخل المنطقة، ولن تضحي بكل هذا من أجل هذه الحادثة التي كشفت عن هشاشة المنظومة الأمنية في إيران وقدرة إسرائيل على الاختراق، ومن المؤكد أن هناك فجوة تقنية هائلة بين إسرائيل وإيران، وبالتالي فإن نتنياهو سيستغل هذه الفجوة للترويج للداخل الإسرائيلي بأنه قادر على هذا الاختراق، وأن إسرائيل قادرة عسكريا على الوصول إلى قيادات حماس سواء داخل غزة أو خارجها."اللون:#c0392b؛">إيران لن تدخل المعركة

وفيما يتعلق بموقف المفاوضات، قال القيادي في حركة فتح أيمن الرقب، إن ملف الصفقة أغلق الآن ولن يفتح في القريب العاجل، ملمحاً إلى أن إسرائيل وحماس لن تتوصلا إلى اتفاق قبل الإعلان عن الفائز في الانتخابات الأميركية، على الأقل في بداية العام المقبل، مضيفاً: هذا ما يريده نتنياهو.

وعن ما يمكن أن تفعله إيران، يرى الرقب أنه لن يكون هناك رد فعل مباشر من طهران على الحادثة، وإذا حصل ذلك بسبب ضغوط داخلية فسيكون من خلال أحد أذرعها وهو حزب الله.

وتابع: هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها اغتيالات في قلب طهران، وإيران لن تدخل المعركة، وهذا واضح من رد الحرس الثوري الذي أعلن أنه يدرس تفاصيل هذه العملية وسيرد ببيان توضيحي، وبالتالي لا توجد رسائل حاسمة وسريعة من إيران.

في ضوء أمريكي

من جانبه، قال الدكتور هاني سليمان مدير المركز العربي للأبحاث والدراسات إن اغتيال إسماعيل هنية داخل إيران تصعيد خطير، يحمل رسالة استخفاف وتحدي للنظام الإيراني وعدم اكتراث بردود الفعل الإيرانية، خاصة توقيت الاستهداف الذي يأتي على هامش تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، في ظل مشاركة العديد من الفصائل المدعومة من إيران، حيث أرادت تل أبيب إرسال رسالة ردع وتهديد باغتيال هنية وقبله اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، لافتاً إلى أن كل هذه الضربات المؤلمة تزيد من تعقيد المشهد وتقوض فرص وقف إطلاق النار.

 

وأوضح سليمان في تصريح خاص لـ«روز اليوسف» أن استهداف هنية داخل طهران يحمل رسالة من تل أبيب بأنها قادرة على الوصول إلى قادة الميليشيات أو القيادات الإيرانية نفسها في غرف نومهم، لافتاً إلى أن العملية تؤكد ضعف القدرات الأمنية الإيرانية، على عكس ما يتم الترويج له سياسياً في السنوات السابقة، مؤكداً أن اغتيال هنية يختلف عن اغتيال قاسم سليماني لأن الأخير استهدف في العراق، بينما استهداف هنية داخل طهران من شأنه أن يتسبب في فقدان الميليشيات المدعومة من إيران الثقة بالدولة والنظام الإيراني وقدرتها على حمايتها، وهذا سيبقى مرهوناً بحجم وطبيعة الرد الإيراني.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading