ارتفاع أسعار الفضة فى مصر 16.9% خلال النصف الأول من 2024

أثبتت الفضة مرة أخرى أنها ملاذ آمن وأداة ادخار مميزة في السوق المصري إلى جانب الذهب، ولكن هذه المرة تفوقت الفضة على الذهب بفارق كبير، مسجلة أداء إيجابيا مميزا خلال النصف الأول من 2024، بينما سجل الذهب خسارة طفيفة خلال نفس الفترة.

وبحسب تحليل جولد بليون، شهد سعر الذهب المحلي عيار 21 انخفاضاً خلال النصف الأول من 2024 بنسبة -0.5%، خاسراً 15 جنيهاً للجرام، بعد افتتاح تعاملات العام عند 3170 جنيهاً للجرام وإغلاق تعاملات يونيو عند 3155 جنيهاً للجرام، رغم تسجيل الذهب أعلى مستوى تاريخي له خلال الربع الأول بين 4150 – 4200 جنيه للجرام.

أما عن أسعار الفضة في مصر، فقد افتتحت الفضة المصرية عيار 999 تعاملات العام عند 38.5 جنيه للجرام، وأغلقت تعاملات يونيو عند 45 جنيها للجرام، مسجلة ارتفاعا قدره 6.5 جنيه بنسبة 16.9% خلال النصف الأول من العام.

بينما افتتحت الفضة السويسرية تعاملات العام عند 40 جنيها للجرام وأغلقت تعاملات يونيو عند 46.5 جنيها للجرام مسجلة ارتفاعا قدره 6.5 جنيها بنسبة 16.3%. وسجلت الفضة السويسرية أعلى مستوى تاريخي لها خلال الربع الأول عند 57 جنيها للجرام.

وبالمقارنة، من الواضح أن من ادخروا أموالهم بالفضة من بداية عام 2024 وحتى نهاية النصف الأول من العام، سيحققون ربحاً يزيد عن 16% بحسب نوع الفضة التي اشتروها، بينما في المقابل نجد أن من ادخروا أموالهم بالذهب خلال نفس الفترة، سينخفض ​​مدخراتهم بنسبة -0.5%.
يذكر أن الذهب في مصر شهد مضاربات عنيفة على الأسعار خلال الربع الأول من العام، وبمجرد أن اتخذت الدولة قرارات حاسمة بشأن تحرير سعر الصرف والقضاء على السوق الموازية بعد زيادة تدفقات النقد الأجنبي، فقد الذهب بريقه لدى العديد من المتعاملين في السوق، وهو ما ظهر جليا من خلال تراجع الطلب على الذهب المحلي خلال الربع الثاني.

في حين تمكنت الفضة من الحفاظ على مكاسبها إلى حد كبير بسبب ضعف المضاربات السعرية الحادة على أسعارها، بالإضافة إلى تميز الفضة بالطلب الصناعي عليها، وهو ما يحمي الفضة من الركود الذي قد يؤثر على أسواق الذهب، كما رأينا خلال الربع الثاني. لذلك، واصل سعر الفضة ارتفاعه وحافظ على مكاسبه مقارنة بسعر الذهب، وذلك بحسب تحليل أداء الذهب والفضة من جولد بليون.

كما وجدت أسعار الفضة في مصر دعما من الارتفاع القياسي لسعر أوقية الفضة عالميا، فخلال النصف الأول من العام ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 22.5% ليسجل أعلى مستوى له منذ عام 2012 عند 32.51 دولار للأوقية.

ومن هذه المقارنة السريعة يتبين لنا أن الفضة أثبتت أنها بديل ادخاري مناسب للمصريين، وأنها قادرة على توفير ملاذ آمن للادخار، بل وتحقيق الربح، في الوقت الذي شهد فيه الذهب تغيرات حادة وعنيفة تسببت في ابتعاد العديد من المتعاملين في السوق عنه مؤخراً.

تتميز الفضة أيضًا عن الذهب بانخفاض سعرها وإمكانية الاستثمار فيها بمبالغ قليلة مقارنة بالذهب، وهو ما يتطلب ميزانية كبيرة قد لا تتوفر لدى كثير من الناس، بالإضافة إلى أن الفضة تحتفظ بقيمتها السعرية لفترة أطول بسبب الطلب الصناعي الذي يبقي العرض والطلب على الفضة إيجابيًا لفترة أطول من الذهب.