تقنية

“ContactNow وKashier تطلقان أول خدمة تقسيط إلكترونية متكاملة في مصر: طفرة جديدة في عالم الـ BNPL”

جهاد علي

في ظل الثورة التي يشهدها قطاع التكنولوجيا المالية (Fintech) في مصر والعالم، أعلنت شركتا Contact Creditech وKashier عن شراكة استراتيجية لإطلاق أول خدمة رقمية متكاملة بنظام “اشترِ الآن وادفع لاحقًا” (BNPL) في السوق المصري، لتكون خطوة جديدة نحو مستقبل مالي رقمي أكثر مرونة وشمولًا.

الخدمة الجديدة تستهدف تلبية احتياجات المستهلك المصري الذي يبحث عن حلول مرنة للتقسيط، وتُعد هذه الشراكة تطورًا مهمًا في مشهد الدفع الإلكتروني المحلي، ودفعة قوية للتجارة الإلكترونية في البلاد.

ما هو نظام BNPL ولماذا يلقى رواجًا عالميًا؟

نموذج “اشترِ الآن وادفع لاحقًا” (Buy Now, Pay Later) هو نظام تمويلي جديد يسمح للمستهلكين بشراء المنتجات الفورية دون الحاجة للدفع الكامل عند لحظة الشراء، مع إمكانية السداد على أقساط متساوية في فترات لاحقة بدون فوائد أو بفوائد بسيطة.

هذا النموذج أثبت نجاحه في العديد من الأسواق العالمية، مثل الولايات المتحدة وأوروبا والهند، بفضل:

  • توفيره لحلول تمويلية سهلة بدون الحاجة إلى بطاقات ائتمانية.

  • دعمه لفئات الشباب غير المتعاملين مع البنوك.

  • تحفيزه لنمو التجارة الإلكترونية.

ومع تزايد الإقبال على التسوق الرقمي في مصر، يُتوقع أن يُحدث نظام BNPL نقلة نوعية في تجربة المستهلك.

تفاصيل الشراكة: تكامل بين ContactNow وKashier

أعلنت الشركتان رسميًا يوم 6 يوليو 2025 عن إطلاق خدمتهما المشتركة، لتوفير حلول تقسيط رقمية سلسة دون تعقيدات إجرائية. وتعمل المبادرة وفق النموذج التالي:

  1. ContactNow (إحدى شركات Contact Creditech) تقدم التمويل الفوري المبني على سجل المستهلك.

  2. Kashier، مزود الدفع الإلكتروني المعتمد، يتيح دمج الخدمة داخل منصات التجارة الإلكترونية بشكل مباشر وسهل.

  3. يقوم العميل باختيار خدمة BNPL عند الدفع، وتتم الموافقة على الطلب خلال ثوانٍ، مع جدول سداد رقمي واضح.

تهدف هذه الشراكة إلى إتاحة خدمات التقسيط الرقمي لكافة المتاجر الإلكترونية والتجار التقليديين، سواء من خلال المواقع أو نقاط البيع.

تصريحات الشركتين

قال أحمد سامي، الرئيس التنفيذي لشركة Contact Creditech:

“نحن فخورون بإطلاق هذه الخدمة بالشراكة مع Kashier، لأنها تمثل ثورة حقيقية في تقديم حلول مالية رقمية سريعة وشفافة للمواطن المصري. السوق بحاجة إلى أدوات تمويل مرنة، ونحن نقدمها بطريقة مسؤولة ومبسطة.”

وأضاف حسين النجار، المدير التنفيذي لشركة Kashier:

“هدفنا هو تعزيز الشمول المالي، وتسهيل المعاملات التجارية. هذه الشراكة تساعد آلاف التجار على تقديم تجربة شراء أفضل لعملائهم، وتفتح الباب أمام المزيد من الابتكار المالي.”

التأثير المتوقع على السوق المصري

تشير التوقعات إلى أن خدمة BNPL ستترك آثارًا ملموسة على عدة مستويات:

1. المستهلك

  • إمكانية شراء سلع مرتفعة السعر بسهولة.

  • تجنب الفوائد العالية المرتبطة ببطاقات الائتمان.

  • تقسيط بدون أوراق أو ضمانات معقدة.

2. التاجر

  • زيادة المبيعات بمتوسط 30% نتيجة تسهيل الدفع.

  • تقليل معدل سلة التسوق المهجورة.

  • تحسين تجربة العملاء وتكرار الشراء.

3. السوق

  • تحفيز التجارة الإلكترونية والاقتصاد غير النقدي.

  • تسريع التحول نحو مجتمع لا نقدي (Cashless Society).

  • دعم جهود الدولة في التحول الرقمي والشمول المالي.

تطور الـ Fintech في مصر

تُعد هذه الخدمة حلقة جديدة ضمن سلسلة تطورات قطاع التكنولوجيا المالية في مصر، الذي شهد نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة:

  • أكثر من 40 شركة ناشئة Fintech تعمل حاليًا في مصر.

  • إطلاق صندوق تمويل خاص بالتكنولوجيا المالية بقيمة 500 مليون جنيه.

  • توجه البنوك نحو تبني حلول غير تقليدية، مثل المحافظ الإلكترونية والتوقيع الرقمي.

  • برامج حكومية مثل “مصر الرقمية” تهيئ البنية التحتية لنمو هذا القطاع.

التحديات المحتملة

ورغم الحماس الكبير، تواجه خدمات BNPL عددًا من التحديات الواجب مراعاتها:

  • الرقابة: ضرورة وجود جهة تنظيمية لمتابعة السلوك المالي ومنع الإفراط في الاقتراض.

  • الوعي المجتمعي: الحاجة لتثقيف المستهلك حول الاستخدام المسؤول للتقسيط.

  • التكامل التقني: تطلب تكامل الخدمة مع منصات المتاجر الإلكترونية بنية تقنية قوية.

وقد أكدت الشركتان التزامهما بالعمل بالتنسيق مع البنك المركزي المصري وهيئة الرقابة المالية لضمان الامتثال الكامل للإطار القانوني.

نظرة مستقبلية

من المتوقع أن تتوسع الخدمة تدريجيًا لتشمل:

  • منتجات جديدة مثل تقسيط فواتير المدارس، العيادات، أو المصروفات الجامعية.

  • شراكات مع شركات الهاتف المحمول وخدمات الإنترنت.

  • إصدار بطاقات افتراضية مخصصة لخدمة BNPL.

ووفقًا لتقارير مؤسسة McKinsey، فإن سوق BNPL في الشرق الأوسط مرشح للوصول إلى 12 مليار دولار بحلول 2027، مع تمركز قوي في مصر والسعودية والإمارات.

زر الذهاب إلى الأعلى