ما هو مفهوم الوراثة وتأثيرها على الإنسان؟
علم الوراثة هو دراسة انتقال السمات والصفات من الآباء إلى الأبناء عبر الحمض النووي. هو مجال علمي يهتم بدراسة الجينات وكيفية تأثيرها على تكوين الأفراد.
وينتقل الحمض النووي بين الأجيال عن طريق التكاثر الجنسي واللاجنسي، ويحتوي على معلومات وراثية تتحكم في بناء جسم الكائن الحي. يأخذ الحمض النووي شكل سلم مزدوج (حلزون مزدوج) يتكون من أزواج من أربع قواعد هي: الأدينين، والثايمين، والجوانين، والسيتوزين، والتي تحتوي على الرموز اللازمة لتكوين البروتينات، لدى الإنسان حوالي 20.000 جين.
منذ القدم أدرك الإنسان أن الأطفال يشبهون آباءهم، لكن فهم الوراثة بدأ بالتحديد بعد دراسة الجينات. في البداية، أشارت التكهنات إلى أن الأب هو المصدر الوحيد للميراث، لكن هذا المفهوم تغير فيما بعد مع تقدم العلم، وكان الفيلسوف العالمي أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد من أوائل الذين حاولوا دراسة هذا المجال، حتى وجاء التطور الأعظم في القرن الثامن عشر، عندما تطور فهم علم الوراثة مع تقدم علم الأحياء.
يُعرف جريجور مندل بأنه “أبو علم الوراثة”. واكتشف المبادئ الأساسية لهذا العلم من خلال تجاربه على نبات البازلاء. أدرك مندل أن الصفات الوراثية تنتقل في أزواج من الجينات، حيث يرث الفرد جينًا واحدًا من كل والد. من خلال هذه التجارب، كان قادرًا على تأسيس قوانين الوراثة الثلاثة: الفصل، والفرز المستقل، والهيمنة. على الرغم من أن مندل لم يكن موضع تقدير في عصره، إلا أن اكتشافاته أصبحت الأساس لجميع التطورات اللاحقة في علم الوراثة.
تأثير الوراثة على الإنسان:
ولا تؤثر الوراثة على الخصائص الجسدية مثل لون العين وفصيلة الدم فحسب، بل تؤثر أيضًا على السلوكيات والقدرات الفكرية والنفسية. إذا كان أحد الوالدين يعاني من اضطراب نفسي أو سلوك معين، فمن المحتمل أن ينتقل ذلك إلى الأبناء، وتؤثر الجينات بشكل مباشر على سلوك الأطفال. إلا أن التربية والبيئة تلعبان أيضاً دوراً مهماً في تنمية هذه السلوكيات أو تصحيحها.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.