سفير مصر السابق بأنقرة: زيارة الرئيس السيسي لتركيا وثيقة ميلاد لمرحلة جديدة بين البلدين
أكد سفير مصر الأسبق بأنقرة، السفير عبد الرحمن صلاح الدين، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتركيا تحمل العديد من فرص التعاون المشترك إقليمياً وثنائياً، وتعد شهادة ميلاد لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين مبنية على القواسم المشتركة والاستفادة من أخطاء الماضي.
وأضاف السفير عبد الرحمن صلاح الدين، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، أن هذه الزيارة التاريخية الأولى للرئيس السيسي إلى تركيا تحمل عدة رسائل إقليمية ودولية عاجلة، أبرزها أن هناك تحالفا قويا قادما بين مصر وتركيا لن يدخر جهدا لحل الأزمات في المنطقة وإعادة الهدوء والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل، وخطة تهجير الفلسطينيين من أرضهم ستكون على رأس أولويات لقاء الزعيمين المصري والتركي، بالإضافة إلى الجهود والخطوات التي يمكن اتخاذها لملاحقة حكومة تل أبيب أمام المحاكم الدولية على ما ارتكبته من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأكد السفير عبد الرحمن صلاح الدين أن لقاءات القمة المصرية التركية بأنقرة تعد تتويجا لعملية إحياء العلاقات بين البلدين والتي شهدت دفعة قوية وانطلاقة جديدة بعد زيارة الرئيس أردوغان لمصر في فبراير الماضي والتي أنهت سنوات من القطيعة وأعادت علاقات الصداقة والود.
وأوضح أن المرحلة الحالية من تطور العلاقات بين البلدين تطرح عدة قضايا ثنائية وإقليمية تتطلب النقاش والدراسة والبحث في تداعياتها على العلاقات الثنائية، مثل الأزمات في ليبيا والسودان والصومال، معتبراً أن مصر وتركيا بحاجة إلى التقارب في ظل اتفاق المصالح المشتركة بينهما.
وشدد على أهمية التعاون والتشاور وتنسيق المواقف بين البلدين في ظل التحديات التي تواجه المنطقة وأبرزها تداعيات حرب غزة المستمرة على دول المنطقة وما نتج عنها من اتساع دائرة الصراع والمواجهات وغياب آفاق السلام مع وجود حكومة إسرائيلية متطرفة تعمل على تقويض كل جهود السلام، إضافة إلى حالة الاستقطاب التي يشهدها النظام الدولي، مما يحتم التعاون بين مصر وتركيا القوتين صاحبتي النفوذ والقوة الإقليمية والعلاقات الدولية الجيدة.
وأشار إلى أن القمة المصرية التركية تعقد في أنقرة بمشاركة عدد كبير من الوزراء في الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وبحضور أكثر من 100 رجل أعمال مصري وأضعاف هذا العدد من الجانب التركي.
واقترح السفير المصري السابق في أنقرة أن تستفيد الدولة المصرية من تجربة رجال الأعمال الأتراك خاصة في مجال صناعة المنسوجات في مصر، وتصديرها إلى السوقين الأميركية والأفريقية بمئات الملايين من الدولارات، الأمر الذي يعود بالنفع على البلدين والشعبين.
وأوضح أن “العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم تتأثر خلال السنوات الماضية، بل وصل إجمالي حجم التبادل التجاري إلى 5 مليارات دولار، بعد أن كان لا يتجاوز نصف هذا الرقم عندما باشرت عملي سفيراً في أنقرة مطلع عام 2010، واليوم بعد عشر سنوات تضاعف هذا الرقم في عام 2023 ليقترب من 10 مليارات دولار”.
وفي هذا السياق، أضاف أن الحكومتين المصرية والتركية تطمحان إلى زيادة حجم التبادل التجاري ليصل إلى 15 مليار دولار خلال ثلاث سنوات، بالإضافة إلى مضاعفة حجم الاستثمارات التركية في مصر لتقترب من خمسة مليارات دولار.
وأكد السفير عبد الرحمن صلاح الدين، التعاون الثقافي بين البلدين وما يمثله من فرص تسويقية للإنتاج الأدبي والفني المصري في السوق التركية، مشيرا إلى أهمية تفعيل حركة الترجمة الأدبية والفنية من اللغة العربية إلى التركية وتصدير الأفلام والمسلسلات المصرية التي يمكن أن تحظى بقبول تركي مماثل لما تحظى به المسلسلات والأفلام التركية في العالم العربي، نظرا للتشابه الثقافي بين الشعبين.
واختتم السفير المصري الأسبق حديثه بالتذكير بالعلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والتركي، وحرص الأتراك على إرسال أبنائهم لتعلم اللغة العربية والدين الإسلامي في الأزهر الشريف والجامعات المصرية الأخرى.
للمزيد : تابعنا هنا وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك وتويتر
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.