باحثة: أول شهر لحرب غزة أنتج انبعاثات كربونية تفوق الإنتاج السنوى لـ20 دولة
كشف الدكتور إسلام الهبيل، باحث دكتوراه فلسطيني في الهندسة البيئية والكيميائية، عن الآثار الاقتصادية والبيئية الخطيرة التي يشهدها العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والحرب على غزة، موضحاً أن الدول الكبرى تعمل منذ السنوات الماضية على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وخاصة الدول الصناعية الكبرى مثل الصين، وذلك من خلال أدوات ضبط ومراقبة مختلفة تجبر هذه الدول على إصدار حد أقصى معين من الانبعاثات الحرارية سنوياً، للحد من هذه الانبعاثات، كما أبرمت هذه الدول العديد من الاتفاقيات التي تساعد على تقليل الانبعاثات الكربونية والملوثات وتلزم الدول بتنفيذها.
وأضاف الباحث الفلسطيني في تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، أن الحروب الأخيرة التي شهدها العالم ألقت بكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية في مهب الريح، مشيرا إلى أنه رغم أن الحرب بين أوكرانيا وروسيا لم تكن لها عواقب خفيفة على المناخ، إلا أن نتائجها تكاد لا تذكر مقارنة بما يحدث من إبادة بيئية في قطاع غزة منذ 11 شهرا حتى اليوم.
وأشارت الحبيل إلى أن التقارير أظهرت أن الشهر الأول من الحرب على غزة أنتج انبعاثات كربونية تفوق الإنتاج السنوي لـ 20 دولة مجتمعة، وبالتالي فإن 11 شهراً من الإبادة البيئية ستنتج أرقاماً مخيفة من الانبعاثات الكربونية السامة التي ستؤدي إلى اختراق كبير في تغير المناخ خلال السنوات القليلة المقبلة، وتابعت: “كل هذا لا يمكن أن يأخذه المتخصصون في الحسبان أو يعملوا على معالجته في فترة قصيرة”.
وأكدت أن ما تسعى القوى العظمى لتحقيقه في التوازن المناخي خلال العقود المقبلة دمرته إسرائيل بطغيانها وتدميرها البيئي في غزة خلال الأشهر الماضية والحالية، وهذا لن يؤثر فقط على الأضرار المناخية لمنطقة فلسطين، بل سيؤثر على المنطقة العربية بأكملها على مدى عقود طويلة.
وأوضح الباحث الفلسطيني أن الحروب الكبرى تركت آثاراً عميقة على الاقتصاد والبيئة والمناخ في مختلف الدول، خاصة أن بعض التقارير تذكر أن فرنسا لا تزال تعاني من بعض مخلفات الحرب العالمية الثانية، وهذا مؤشر خطير جداً، فالحديث بعد عقود طويلة عن استمرار الآثار ينذر بكوارث بيئية طويلة الأمد ستصيب المنطقة بعد الحرب والإبادة الإسرائيلية في غزة.
وأشارت إلى أن بعض التقارير ذكرت أن الحرب الحالية على غزة هي الأكثر بشاعة وتدميراً خلال المائة عام الماضية مقارنة بالخسائر والمتفجرات والقنابل التي ألقاها الاحتلال على هذه المساحة الصغيرة المكتظة بالسكان والفقيرة الموارد، موضحة أن العديد من الدراسات لا تزال عاجزة عن تحديد الأثر الحقيقي لهذه الإبادة الجماعية، بسبب عدم توفر معلومات كافية من بعض الأماكن التي تحولت إلى ثكنات عسكرية مغلقة حتى الآن، مثل مدينة رفح، مؤكدة أن ما يحدث الآن له تأثير سلبي طويل الأمد على غزة بشكل خاص، والمنطقة برمتها بشكل عام.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.